تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


وردة العذاب جمرة العذوبة

ملحق ثقافي
25/8/2009
سعيد رجو

يتساءل الورد المُراقُ,

وكان أخلفه النَّدى وعداً‏

فلم يأبه لما فعل النَّدى‏

بل كان برّاً بالأمومةِ‏

بالعطاء السّمح, فاجترح الفِدى‏

يتساءل الغدق النّبيلُ:‏

أكان عطر توهّجي عبثاً؟‏

وياقوت انهماري, من سماوات العذاباتِ‏

سُدى؟‏

فالأرض, ما برحت, على ظمأٍ‏

يجوس رحابها, وهج الهجيرة, والسرابُ‏

فيزدهي فيها الرّدى‏

يتساءل الوجد الجليلُ,‏

ولا مجيبَ, سوى الصّدى‏

وتفجعات السافيات الهوج‏

تُعلن ثُكلها‏

وتُزَوْبِعُ الشّعرَ المُعفّر, والمراثيَ‏

في متاهات المدى‏

يتساءل الوجد الجليل,‏

وليس غير مواجع القدّوسة الجُلّى‏

تلوك صُراخها الدّامي, تُناشد, تستجيرُ‏

ولا مجيرَ سوى الصّدى‏

ولهاث فرسان الخُنوعِ‏

بجنح ليل عباءة غبراءَ‏

يغشاها, يطارحها البِغاءَ‏

ولا مجيبَ سوى المُدى‏

ورسيس أشباح السُّكونِ,‏

فتلعن الصَّمتَ العُضالَ‏

وقد تعاورها العِدا,‏

يتورّد الألم الجميلُ,‏

وبالندى, ما بالسهولِ, من اللَّجاجةِ‏

إنّه الشمم الجَزوعُ‏

يَهيب بالوهج المقدّسِ‏

أن يجاهر بالنّزيف الحُرَّ‏

ينغرُ في ضمير الكونِ‏

يطفر من بلادة روحهِ‏

نافورةً حمراءَ,‏

قل يا أيّها العشاقُ:‏

إنّ السُّمّ, في الترياقِ‏

فاعتصروا ثِمار الحنظل البشريِّ‏

دفلى السُّهد والإرهاقِ‏

هاتوا.. كي نذيق الموتَ‏

مما يشرب الأمواتُ‏

هيّا يا عصافير العذابات النّبيلةِ‏

يا يمامات الأسى البيضاءَ‏

هاتوا ما لديكم من تُراث القهرِ‏

نسكبه معاول, أو مناجلَ‏

للحصاد الصّعبِ‏

إن الأرض مثقلة بأهوال المجازرِ‏

باندياحات المقابرِ‏

قل يا أيّها النسّاكُ:‏

هبّوا مثل نار الوجدِ‏

هاتوا اللاّعج الصوفيَّ‏

والتوق المُبَرَّحَ‏

للتوحدّ في جلال الحقِّ‏

إن الحقَّ يغضب من شتاتِ الخلقِ‏

يفرح لانبلاجِ الصِّدقِ‏

يا نار المحبّةِ, سعِّريْ‏

وَلَهَ الأحبةِ,‏

لم يعد في الصّدرِ‏

صدر وجودنا المقهورِ‏

مُتّسعٌ, لنار مآتمِ الأشجارِ‏

أو لتساقط الأطيار, والأقمارِ‏

ضاق الصَّبر بالصَّبارِ‏

ضاق الصّدر بالتيارِ‏

ضاق بولولات ثقوبهِ السوداءِ‏

يا ريح المحبةِ‏

عانقي نار الأحبةِ‏

وانهضي قدراً...‏

يُعيد كتابة الأقدارْ.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية