تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الرواية الجديدة

ملحق ثقافي
25/8/2009
غازي حسين العلي

مع ما يعنيه ذلك من توجه قد يبدو للبعض مريباً نحو الرواية، فإن ما أنتجه الكتّاب السوريون في السنوات القليلة الماضية من روايات ذات نكهة جديدة،

يدفع إلى التأمل والبحث عن دوافع الكتابة الروائية هذه، والإضافات المحتملة لمسيرة الرواية السورية عامة.‏

من الملاحظ أن ما يميز الرواية (الجديدة) هذه بحثها المحموم عما هو هامشي في الحياة والابتعاد قدر الإمكان -إن لم يكن كلياً- عن قضايا كبرى طالما أرقت الروائي في سعيه المحموم لإنجاز نص (كبير) يتناول قضايا (كبرى) ما تزال معلقة رغم الكم الهائل من النتاج الروائي الذي تناول مثل هذه الموضوعات.‏

إن نصوصاً أرخت لعناوين كبرى عن حكايات العدالة الاجتماعية وقصص الحب السامية وتحرير الأرض وشحذ همة الشعوب لم تعد كما يبدو تستهوي كتّاب الرواية الجديدة هذه، إذ أن موضوعات هامشية وبسيطة أصبحت المعيار لنجاحها، حتى أضحت هذه المكونات جزءاً من سيرورتها الإبداعية، ما شجع الكثيرين على التعامل معها على اعتبارها مظهراً من مظاهر التجديد، وأن الرواية مع ما تسعى إليه، فإنها معنية قبل كل شيء بما هو غير ملفت للنظر فعلاً، ويقاس نجاحها بقدر مقدرتها على التقاط حكايات مرمية على قارعة الطريق، والسعي إلى إعادة إنتاجها بما يليق بنص إبداعي قادر على توصيلها.‏

قبل ذلك كان ينظر إلى الرواية، عالمياً وعربياً ومحلياً أيضاً، على اعتبارها منتجاً إبداعياً يروي قصة إنسان من ألفها إلى يائها، ضمن تراتبية زمنية واضحة أو توليفة فنية مختلقة، على أن هذا الأسلوب يُخترق بين وقت وآخر، حتى أضحى هذا الاختراق في السنوات العشر الأخيرة منهجاً روائياً خالصاً، يجمع جزئيات من الواقع ويعيد ترتيبها من جديد دون الالتزام بقواعد اللعبة الروائية التقليدية، وقد لاقى هذا الأسلوب الكثير من الاهتمام سواء من القراء أو النقاد.‏

إن الرواية الجديدة هذه تجاوزت مرحلة الامتحان وأصبحت فعلاً إبداعياً ملموساً قادراً على مواكبة الإبداع ولم تعد مجرد ظاهرة من مظاهر الثقافة العربية والعالمية.‏

ghazialali @yahoo-com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية