تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


رمضـــــان فــــــي غــــــزة..حصــــار وانقســــام

أضواء
الأربعاء 26-8-2009م
عائدة عم علي

فقدان أحبة وعالقين وحصار وغلاء معيشة هذا ما يشهده الفلسطينيون في شهر رمضان هذا العام من حيث قسوة الظروف التي يعيشونها جراء الحصار الخانق والإغلاق المتواصل لأراضيهم من ناحية،

والتوتر الداخلي الذي بلغ أشده بين الفصيلين الأكبر في الساحة الفلسطينية. ظروف ومتاعب عديدة يعاني منها المواطن الفلسطيني في هذا الشهر الكريم، لعل أبرزها عدم تلقي -فئة الموظفين-وهي الفئة الأكبر لرواتبهم منذ ستة أشهر، والإغلاق المحكم المفروض على الأراضي الفلسطينية، وانقطاع التيار الكهربائي عن مناطق واسعة من قطاع غزة، وانتشار الفوضى والفلتان الأمني والصراع بين فتح وحماس ، وهي ظروف اجتمعت في وقت واحد، وفي شهر رمضان تحديدا،ناهيك عن بدء العام الدراسي في القطاع الأمر الذي فاقم من مصاعب سكانه المثقلين بالأعباء الاقتصادية الذي جعل خبراء اقتصاديين ورجال أعمال يصفون الوضع في غزة بالكارثي والمنهار كليا محذرين في الوقت ذاته من خطورة ما يعتزم الجانب الاسرائيلي اتخاذه قريبا من خطوات عقابية ستحد من حجم السلع الاستهلاكية والاغاثة التي يستوردها القطاع. ووفق الاحصائيات التي أصدرتها وكالة الأونروا فإن 80٪ من سكان القطاع يعيشون حالة فقر، ويعد الأطفال الفئة الرئيسية التي تدفع ثمن تدهور الأوضاع المعيشية والانسانية في غزة، وزير الأوقاف المكلف في حكومة اسماعيل هنية المقالة قال: إن سياسة الحصار والظلم والعقاب الجماعي التي تتبعها حكومة الاحتلال الاسرائيلي على غزة طالت الأحياء والأموات، وحذر من كارثة إنسانية مقبلة قد تحل بقطاع غزة حال استمرار اغلاق المعابر أمام حركة البضائع ولم يستثن الحصار المطبق الأحياء فقط بل طال الأموات حيث لاحق غياب الاسمنت المتوفين في قبورهم وحرمهم من بناء يؤويهم وهم ينتقلون الى العالم الآخر. وفي القطاع الصحي، فإن الرياح تأتي عكس مايأمله المرضى في مشفى الشفاء التي اعلنت إدارتها عن إعلان عزف العمليات الجراحية جراء نفاذ غاز / النيتروز/ المستخدم في العمليات من المستشفى كمخدر للمرضى . بينما قال أطباء فلسطنيون : إنه لايمكنهم إجراء أي عمليات جراحية دون هذا الغاز .‏

وزارة الصحة الفلسطينية أكدت أن إسرائيل منعت المتعهدين الفلسطينيين من تعبئة الاسطوانات وإيصالها إلى غزة حيث قامت إسرائيل أيضاً بإبلاغ الشركة الوسيطة رفضها تعبئة اسطوانات غاز النيتروز الفارغة ممايعني إيقافاً تاماً للعمليات الجراحية في مستشفى الشفاء .‏

المهندس عاهد بسيسو رئيس جمعية رجال الأعمال في القطاع أكد أن الجانب الاسرائيلي لم يبد أي تجاوب يذكر مع مطالب القطاع الخاص بل إنه هدد باتخاذ إجراءات تصعيدية ستطال القطاع الخاص وسائر الأمور المعيشية لمواطني غزة وكانت الحكومة الأمنية الاسرائيلية المصغرة اعتبرت في 19 أيلول الماضي قطاع غزة كياناً معادياً فيما أبلغ مسؤولو الارتباط الإسرائيلي تجاراً ورجال اعمال فلسطينيين اجتمعوا بهم الأسبوع الماضي في حاجز إيريز شمال القطاع عزم إسرائيل على فرض المزيد من القيود على حركة البضائع والأفراد وخفض عدد السلع الاستهلاكية المسموح بدخولها إلى قطاع غزة من 14 سلعة إلى 5 سلع أساسية .‏

وفي المحصلة أنه ربما يكون محظوظاً من يتمكن من تناول طعام الإفطار أوالسحور وهو يرى ماسيأكله فالتيار الكهربائي قد ينقطع في أي لحظة ليترك الظلام يسيطر على الأجواء ليزيدها حلكة فوق عتمة ! إنها يوميات المواطن الفلسطيني أو الغزي بالتحديد يوميات لم يرغب أن يعيشها في هذا الشهر، لكنه الواقع الذي كان مجبراً دائماً على قبوله ، ولايملك له بديلاً .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية