تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


 «حفار قبور الامبراطوريات».. صراع ميداني وانتخابي

أضواء
الأربعاء 26-8-2009م
ريم صالح

أفغانستان أو ما يسمى بـ «حفار قبور الامبراطوريات » تشهد مرحلة سياسية حاسمة في تاريخها تفرض تحديات كبيرة وتترك الباب مفتوحاً أمام احتمالات مختلفة.

ورغم أن جميع  المعطيات في المسرح الأفغاني مع العرض المستمر بلا توقف منذ 30 عاماً من الحروب الدامية، تدل بشكل أو بآخر على أن أفغانستان ليست على موعد مع استراحة المحارب ولن يعرف الاستقرار طريقه إليها لا سيما بعد الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 20 الشهر الجاري، إلا أن الأفغان مازالوا يعولون على نتائج هذه الانتخابات لانقاذ البلاد من أزماتها ورأب الصدع في البيت الأفغاني الذي مزقته الخلافات العرقية والدينية والاقليمية والقبلية وبالتالي تحويل البلاد إلى أمة واحدة يسودها الوئام والسلام .‏

  وبموجب الدستور تمتد فترة الرئاسة خمس سنوات ولا يجوز انتخاب أي فرد لأكثر من فترتين ويتم انتخاب الرئيس بحصول المرشح على 50% من الأصوات وتجرى جولة إعادة في غضون أسبوعين من إعلان نتائج الانتخابات إذا لم يحصل أي من المرشحين على نسبة النسبة المطلوبة .‏

ومن أبرز المرشحين للرئاسة الأفغانية /حامد قرضاي/ وهو الرئيس الحالي للبلاد ويبلغ من العمر 51 عاماً. والمرشح الثاني عبد الله عبد الله وهو وزير خارجية سابق ولد في كابول عام 1960 والتحق بكلية كابول للطب حيث تخصص في طب العيون.‏

وكان عبد الله وهو المنافس الرئيسي للرئيس قرضاي بحسب محللين قد دعا إلى مكافحة الفساد ومنح عواصم الأقاليم مزيداً من السلطة.‏

 ومن المتوقع أن تعلن النتائج العامة الأولية للانتخابات في 3 إيلول المقبل على أن تعلن النتائج الرسمية النهائية في 17 من الشهر ذاته. وكانت استطلاعات الرأي أظهرت أن قرضاي يتمتع بتأييد 44% من الأصوات بينما حصل منافسه الرئيسي عبد الله على 26% من الأصوات.‏

ويرى مراقبون أن تحديات جليلة بانتظار إعلان نتائج الانتخابات الأفغانية . وبرز ذلك بشكل خاص عندما قال المرشح عبد الله عبد الله إن لديه أدلة واضحة على وجود تزوير في العملية الانتخابية وكذلك عندما استبق كل من فريقي الرئيس الأفغاني حامد قرضاي وخصمه وزير الخارجية السابق عبد الله عبد الله بإعلان تقدم مرشحه بينما لم تؤكد اللجنة الانتخابية ما أعلنه أي من الفريقين .‏

 ويؤكد البروفسور عطاء فيضي وهو من أبرز المفكرين الأفغان أن الانتخابات هي مجرد لعبة يلعبها الكبار ويتقاسمون الأدوار فيها تحت إشراف دولي حيث جميع المرشحين هم من مخلفات مؤتمر بون الذي مهد للانتخابات السابقة. بينما يشير أنتوني كوردسمان الخبير في شؤون الأمن القومي في مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية إلى أن هذا الاستحقاق الانتخابي سيحكم في الأشهر المقبلة على الالتزام الأميركي في أفغانستان الذي لم يكف عن التوسع منذ وصول الرئيس باراك أوباما إلى البيت الأبيض لا سيما أن مسلحي طالبان باتوا يسيطرون على 160 اقليماً أفغانياً من أصل 364 أواخر عام 2008  .هذا فضلاً عن فشل جميع العمليات العسكرية الأجنبية والأفغانية في كسر شوكة حركة طالبان أو تأمين المناطق الواقعة تحت سيطرة مسلحي الحركة للسماح بدخول اللجان الانتخابية إليها.      ‏

                                   ‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية