|
شؤون سياسية أو بين الشرق والغرب وقبل إدارة بوش كانت إدارة كلينتون والتي كانت تنتمي إلى حزب مغاير وهو الحزب الديمقراطي واستمرت ثماني سنوات ورحلت. وضمن تلك الفترة تمت استضافة قمة كامب ديفيد الثانية التي زعمت أنها تتبنى حلولاً شجاعة لمشكلة الصراع الفلسطيني «الإسرائيلي» واستمرت بعد هذه القمة تحاول أن تضع يدها على مخرج ثم رحلت هذه الإدارة وبقيت المشكلة دون حل والآن جاءت إدارة أوباما الديمقراطية التي وضعت الحل القائم على دولتين إحداهما فلسطينية والأخرى «إسرائيلية» مصلحة أمريكية وبدا من اليوم الأول لهذه الإدارة أنها منشغلة بإيجاد مخرج. وبينما نجد أن الطرف العربي قد وضع كل أوراقه لدى صانع القرار الأمريكي إدراكاً منه أنه وحده القادر على حل هذه المشكلة وأنه يملك من أدوات الضغط على الطرف «الإسرائيلي» ما يجعل هذا الطرف يرضخ لمطالبه، فنجد أن الطرف الإسرائيلي ومنذ مقولة إن حرب تشرين عام 1973 هي آخر الحروب العربية الإسرائيلية يستخدم ورقة استهلاك الوقت ويجعلها منهجه الدبلوماسي الأساسي، حيث أدرك أنه بهذه الدبلوماسية قد حقق الكثير. فمع الوقت لم يعد أحد من الجانب العربي يتكلم عن فلسطين عام 1948 وأصبح الحديث الدائر لدى كافة الأوساط العربية كلها يدور حول الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة عام 1967 وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة -قرار- 242-338... الخ. وهو ما يعني أن الأرض التي تم اغتصابها قبل هذا التاريخ قد اكتسبت وصفاً شرعياً وأصبح من يتحدث عن فلسطين 1948 صوتاً نشازاً يغني خارج السرب. ومع الوقت أصبح ميسوراً لقادة الكيان الصهيوني العنصري الذين كانوا قادة لعصابات إرهابية سفكت الدم العربي زيارة الدول العربية على أعلى المستويات وقد كان من قبل مجرد الاقتراب من «إسرائيلي» والحديث معه ولو شكلاً جريمة يعاقب عليها القانون وأصبح ظهور هؤلاء المجرمين العنصريين وتبادلهم الأحاديث الودية مع بعض الزعماء العرب أمراً معتاداً ومألوفاً بل ومرحباً به. ومع الزمن لم تعد القضية قضية صراع عربي إسرائيلي يجعل العرب يقفون صفاً واحداً مشكلين جبهة واحدة ممتدة تسخر كل امكاناتها للوقوف في وجه الكيان الصهيوني الغاصب إنما أصبحت قضية صراع وأحياناً يشار إليه أنه نزاع فلسطيني إسرائيلي لا يرقى إلى مرتبة الصراع وأن حدوده هي بين الفلسطينيين والإسرائيليين وليس بين العرب والكيان الصهيوني. ولاحقاً مع الوقت أصبح لدولة العدوان مكاتب تجارية وبعثات دبلوماسية وعلاقات تجارة واستثمار ومصالح مشتركة بين قطاع الأعمال فيها وبعض قطاعات الأعمال العربية بل إن مواد البناء التي استخدمت في بناء جدار الفصل العنصري ومن ثم بناء المستوطنات الإسرائيلية تم استيرادها من بلدان عربية معروفة. والآن أصبح الحديث يدور حول إزالة البؤر الاستيطانية العشوائية ووقف بناء المستوطنات أو وقف التوسع فيها. ولم يعد يدور حول إزالة المستوطنات وترحيل المستوطنين الغاصبين وكأن بناء المستوطنات في الضفة الغربية يعني أنه يشكل جزءاً من الحل لا يمكن التغاضي عنه. ومع كل هذا فإن إسرائيل قد خدمها طول البال العربي والسكوت على ما يحدث من تغييرات على الأرض، فهل يسعى العرب إدراكاً لخطورة هذه المتغيرات إلى وضع سقف زمني لما يطلق عليه مساراً سياسياً أو تسوية سياسية وهل يضعون في اعتبارهم امكانية الحلول الأخرى أم إن هذا أيضاً جزء من دبلوماسية استهلاك الوقت التي كسب بها العدو الصهيوني دون غيره؟. |
|