تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


طــــــــــواحين الهــــــــــواء

فضائيات
الأربعاء 26-8-2009م
يمن سليمان عباس

ربما في باب جرد مالها وما عليها تبدو حصيلة البرامج الحوارية في الفضائيات العربية قد حققت شيئاً مفيداً، وفي السرد يمكن أن نقول إنها لم تترك باباً مغلقاً إلا وطرقته

ولا موضوعاً شائكاً إلا وعالجته يضاف إلى ذلك أنها أبرزت إلى العلن مئات الأسماء التي بدأت تقفز من محطة إلى أخرى، يتحاورون في السياسة والثقافة والاقتصاد والاجتماع والدين والفن.‏

أكثر من /400/ محطة فضائية عربية تغزونا، نعم تغزونا برامج حوارية ، تبدأ طنانة رنانة ، لكن حين تبحث قليلاً، في مضامينها تبدو وكأنها سكاكين لتمزيق الجسد على الرغم من أسمائها الشاعرية، وبالتأكيد التعميم ليس منطقياًً ولكن لابد من وقفة سريعة عند بعض عناوينها ومضامينها.‏

فخ الأسماء‏

أسماء براقة تبدأ مثل ( الاتجاه المعاكس- عيشوا معنا- كلام الناس- بالعربي- سلام وكلام- أنت ونجمك- علامة فارقة- شرق وغرب- بين قوسين- الجذور - مدارات- شاهد على العصر- حديث الساعة الخ) عناوين تتنوع ما بين السياسي والاجتماعي والأدبي وغير ذلك ولكن ماذا تحمل هذه البرامج من أفكار؟ وهل تنطبق عليها تسمية البرامج الحوارية مع الإشارة إلى أنه في جميع البرامج التي تقدم خدمات يمكن القول إنها برامج حوارية وفي العودة إلى الأسماء نلاحظ أنها عناوين براقة لا تقدم شيئاً ذا قيمة ، ولاسيما في بعض البرامج السياسية إذ تبدو هذه البرامج كأنها (تنور) أشعلت فيه نار وما على الضيفين إلا اضرام النار وزيادتها برمي المزيد من الحطب لأن كل برنامج سياسي يستضيف شخصين متناقضين ، غالباً ما تغيب عندهما لغة الحوار، بل إن الاستضافة تكون على خلفية الموقف من برنامج آخر على فضائية منافسة وإذا تركنا الحوارات السياسية إلى البرامج الدينية نجد مالا نحسد عليه وكأن الشرذمة لا تكفي بل لابد من شرذمة جديدة.‏

وفي الثقافية هناك تهويم حول المعنى ولا جديد باختصار البرامج الحوارية على الفضائيات العربية لم تغادر المطب الذي وقعت فيه ألا وهو أسماء براقة ومضامين تكاد تكون خاوية يضاف إلى ذلك اختيار ضيوف ليسوا في البرامج الثقافية على الأقل ممن يقدمون جديداً وقد كرست هذه البرامج ضعفاً في الاختيار ، وطرق الموضوعات الجادة إلا من باب الإثارة، وهذا ما ينطبق على البرامج السياسية أكثر فأكثر.على كل حال لا بد من إعادة قراءة جديدة ومراجعة شاملة لهذه البرامج لتصب في خدمة المواطن العربي لتتفاعل وتتواصل لا لتكرس الانقسام والتشتت وحتى يحدث ذلك سنبقى نرى ونسمع ضجيجاً يصب في طاحونة الهواء إلا فيما ندر.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية