تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


بعد جولة معاناة..تجهيزات حديثة لقسم هندسة الطاقة بجامعة دمشق

مجتمع الجامعة
الأربعاء 26-8-2009م
غصون سليمان

تمكنت جامعة دمشق بعد سلسلة متابعات ومراسلات وجهود مضنية أخيراً من تأمين تجهيزات مخبرية حديثة لكلية الهندسة الميكانيكية قسم هندسة الطاقة والذي يساعد على تعزيز ما يسمى آلية عمل مخبر الحقول الكهرطيسية والتوافق الكهرطيسي..

وأهمية هذا الإجراء تأتي انطلاقاً من كون الكلية تفتقر سابقاً للتجهيزات الحديثة رغم الحاجة الماسة لذلك.‏

عن أهمية هذا المخبر ودوره في إطلاق دراسات البحث العلمي المتخصص بالطاقة قامت «الثورة» بجولة ميدانية واستمعت من المعنيين عن تفاصيل وظروف العمل والنتائج المرجوة منه.‏

نواة علمية معمقة‏

الدكتورة سلام محمود والدكتور محمد موسى المختصان بهذا النوع من الدراسة أشارا إلى أن تقنيات هذا المخبر يستفيد منها أولاً طلاب السنة الثالثة والذي يخدم مقرر نظرية الحقول الكهرطيسية بشكل رئيسي وما يتبعه من انتشار الأمواج الكهرطيسية ودراسة التوافق والتداخل الكهرطيسي كنواة لإجراء بحوث علمية معمقة في هذا المجال بشكل رئيسي. وبينت الدكتورة محمود أهمية الدراسة التي قدمها المهندس سامر الحسن والتي استمرت ما يقارب 4 سنوات والتي من خلالها تم اكتشاف مدى الحاجة لإنشاء هذا المخبر وشراء تجهيزات حديثة للتمكن من إجراء أبحاث علمية معمقة وأخرى ميدانية تخدم المجتمع من ناحية قياس خطوط التوتر العالي في المناطق المخالفة والمزدحمة وأبراج الاتصالات المنتشرة بين المناطق السكنية وفوق أسطحة المنازل وذلك لمعرفة أين نعيش وما الوسط الكهرطيسي الذي يحيط بنا؟‏

وذكرت الدكتورة محمود أنها إحدى خريجات الكلية لعام 1984 ولم يكن موجود في كلية الهندسة وقت ذاك أي تجهيزات تمكن من قياس شيء اسمه الحقول الكهرطيسية فكان الحديث عن هذا الموضوع غائماً وضبابياً لأن الموجة الكهرطيسية لا تشم ولا يمكن الإحساس والشعور بها وبتأثيراتها ما يعني أن هذا الوضع غير قابل للقياس للإحساس به.‏

ومن هنا تأتي أهمية الدراسة والتجهيزات الحديثة على السواء لقياس الحقول الكهرطيسية بدءاً من الترددات المنخفضة إلى ترددات الاتصالات والموبايلات وهذا بدوره يشكل قاعدة علمية لمتابعة الأبحاث للتمكن من معرفة البيئة المحيطة وإجراء قياسات لتعطي فكرة عن قيم قراءات قاعدة بيانات يمكن معالجتها فيما بعد من خلال البحث عن مستوى الترددات الموجودة وتأثيراتها على المدى المتوسط والطويل.‏

كود نظام عالمي‏

وأبرز ما شدد عليه الدكتور محمد موسى هو وجوب أن التجهيزات الكهربائية المنتجة محلياً أو المستوردة وفق كود نظام عالمي أي جهاز كهربائي يعمل بالطاقة الكهربائية يسجل في خانة EMC كما هو متعارف عليه في كل دول أوروبا وأميركا وكندا وأستراليا واليابان لافتاً أن أجهزة المخبر المذكور يتضمن قسم منها إمكانية إجراء اختبارات نسميها التوافق الكهرطيسي، وميدانياً يمكن الخروج إلى المحطات والأمكنة لأن أجهزتنا تقيس مباشرة وتخزن المعلومات ويمكن أن تعالجها وتحللها حسب تأكيد الدكتور موسى والذي أوضح أن الأجهزة الحديثة لدى الكلية تقيس الترددات لغاية 200 كيلو هيرتز لجميع هذه الأعمال وبنفس الوقت تقارن سوية توزع الحقل الكهرطيسي مع النظام العالمي، وعند تجاوزه الجهاز بواسطة الحاسوب يخزنه ويعطي بجداول مرفقة القيم التي تجاوزت النظام، مثال ذلك في منطقة معينة لسبب ما عانى الناس من مشكلة محددة ودورنا هنا أن نقوم بجولة ميدانية مع مجموعة الخبراء والأجهزة فيتم قياسها وتحديدها وفق النظام العالمي الذي يسمى التوافق الكهرطيسي.‏

هذه الأجهزة مرفقة بهوائيات خاصة لمحللات طيف خاصة ومجسات قياس خاصة لقياس حقول بترددات مختلفة لغاية ملايين الجيكا هيرتز حتى مستوى ترددات الاتصالات الفضائية بمعنى أصبح EMC.‏

توافق كهرطيسي‏

وتوضح الدكتورة محمود أن معنى مصطلح EMC ككلمة هو توافق كهرطيسي بحيث يكون الجهاز «لا معتدٍ ولا معتدى عليه»، فحتى الأجهزة تتأثر بالأجسام المحيطة بها والمهم أن يؤدي هذا الجهاز وظيفته بشكل كامل دون أن يؤثر على غيره كما العلاقات الاجتماعية لا ضرر ولا ضرار، إذ حتى بالتجهيزات الكهربائية هذا مطلوب، وأن عبارة ي أم سي على الجهاز يعني أنه سليم ويعمل بشكل نظامي ويؤدي وظيفته ولا يؤثر سلباً عما يحيط به، ويوافق الدكتور موسى زميلته محمود بأن لا يلعب الجهاز دوراً عدوانياً ولا يكون ضحية، مؤكداً السعي عن طريق جامعة دمشق بإصدار قرارات نافذة للتقيد بأي جهاز في سورية منتج أو مستخدم أو مستورد يعمل على الطاقة الكهربائية بوجوب أن يستخدم على نظام الـ EMC إذا لم يحتوِ على الستاندرو العالمي.‏

وظيفة الأجهزة‏

وحول وظيفة الأجهزة وعملها ذكر السيد موسى والسيدة محمود بأن الجزء الأول عبارة عن طاولة تمثل نموذجاً مصغراً عن خطوط نقل القدرة وقياس الحقول الكهربائية والمغناطيسية المنبعثة من هذا الخط مؤكدين أن قياس الحقول الكهرطيسية عند الترددات المنخفضة ما زالت من أصعب وأعقد تقنيات القياس في العالم لذلك الأجهزة مرتفعة الثمن، مع لفت النظر أن أجهزة القياس الحديثة متوفرة الآن وتعالج القياسات والإشارات وتحللها وبالتالي تعطي قاعدة بيانات ممتازة.‏

أما المنصة الثانية فهي عبارة عن جهاز محلل الطيف الكهرطيسي بواسطة الهوائيات الخاصة المرفقة مع الجهاز حيث يتم من خلال قياس الإشارات أو الأمواج الكهرطيسية للبيئة المحيطة لتحليلها لغاية ملايين الجيكا هيرتز.‏

اقتراح‏

وفي هذا السياق اقترح الأستاذان محمود وموسى بعد أن توفرت التجهيزات الحديثة وإمكانية حملها وإجراء القياسات الميدانية بأن ينظر لمدى الحاجة إلى مسح للحقول الكهرطيسية وخاصة للأماكن السكنية في كل سورية «مناطق عشوائية»، خطوط نقل قدرة، محطات اتصالات للبث بأشكالها المختلفة لأنه عندما تتحدد طريقة توزع الحقول الكهرطيسية يمكن اتخاذ إجراءات لاتقاء الضرر الذي قد يحصل نتيجة ذلك ضمن جوار الأبراج والتوتر العالي مطالبين رئاسة جامعة دمشق عن طريق رئاسة مجلس الوزراء للتقيد بهذا الشرط لأن بعض الأجهزة التي لا تلتزم بالتوافق الكهرطيسي قد تفتقد إلى الأمان الكهربائي، وقبل كل ذلك هو قوننة الـ EMC عبر تقيد الأجهزة المنتجة والمستوردة بمراعاتها الشروط أو إخضاعها لاختبار التوافق الكهرطيسي.‏

مركز اختبارات‏

وبين الدكتور موسى أنه بإمكان هذا المخبر أن يصبح قاعدة لإنشاء مركز لاختتبار EMC على مستوى القطر وربما الشرق الأوسط لاختبارات تجهيزات الكهرباء مع دعم جميع المؤسسات الإنتاجية وخاصة وزارات الكهرباء والاتصالات والصناعة وغيرها، مقدرين لرئاسة جامعة دمشق وأمانتها وعمادة كلية الهندسة ورئيس قسم هندسة الطاقة جهودهم الكبيرة لتحقيق هذا الإنشاء مع إمكانية السعي أيضاً إلى تأسيس الجزء الإضافي للحقول الكهرطيسية وهي «البرامج» لتمثيل الحقول الكهرطيسية التي تقيسها ونعمل على تمثيلها في الأبعاد الثلاثية وحسابها بالطرق العصرية والعددية على شكل مجسم فراغي.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية