تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


شانغهاي والدول والبحار الأربع

اقتصاديات
الاربعاء 26-8-2009م
د. حيان أحمد سلمان

تأسست منظمة /شانغهاي/ في عام 2001 بمبادرة من ( روسيا- الصين- كازاخستان- طاجيكسان- قرغيزستان- أوزبكستان)

وتضم أعضاء مراقبين ( الهند- ايران- باكستان-منغوليا) وبدأت هذه المنظمة تترك بصمتها في الحياة الاقتصادية والسياسية العالمية ولا سيما بعد اجتماعها الاخير في مدينة /ييكاتر ينبرج/ في روسيا حيث دعوا الى تعزيز العلاقات الدولية على اساس نظام عالمي جديد قائم على مشاركة جميع الاطراف ويعتمد مبدأ تعزيز العلاقات الدولية من خلال المساواة بين الدول ومكافحة الفقر والارهاب ووضع الية لمعالجة الأزمة المالية العالمية وايجاد عالم متعدد الاقطاب والخروج من القطبية الاحادية.‏

وبدأ في هذا الاجتماع زيادة المخاوف من تراجع قيمة صرف الدولار والدعوة لايجاد عملة عالمية جديدة تكون معتمدة على عدة عملات أي بما يتناسب مع ( مبدأ حقوق السحب الخاصة) مما ذكرنا بما طرحه العالم الاقتصادي البريطاني ( جون ما ينارد كنز) في الاجتماع الذي عقد في المدينة الاميركية ( بريتون وودذ) عندما اجتمع 730 شخصاً يمثلون44 دولة في شهر تموز عام 1944 وتم اعتماد الدولار كعملة للعملات وحل بذلك بشكل اساسي محل الجنيه الاستراليني بسبب تراجع قوة بريطانيا اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً..الخ.‏

والآن بدأنا نسمع ضرورة ( تقليل الاعتماد على الدولار) فهل يتحول كل من ( الروبل الروسي- واليوان الصيني) الى عملة عالمية؟ وهل تتوسع منظمة شانغهاي الى الدول المجاورة ولا سيما أن الدراسات الاقتصادية تؤكد أن 33٪ من المخزون العالمي من الغاز موجود في الدائرة القطبية ومعظمه في الارض الروسية.‏

كما أن الصين تشعر بقلق كبير من جراء تراجع سعر صرف الدولار وخاصة أن استثماراتها الدولارية التي تزيد عن 2 تريليون دولار وأغلب صادراتها الى الولايات المتحدة الاميركية وتتجاوز 18٪ من اجمالي صادراتها.‏

كما أن روسيا تزود دول الاتحاد الأوروبي بأكثر من 25٪ من احتياجاتها من الغاز بل توجد 7 دول من دول الاتحاد تعتمد بشكل كلي على الغاز الروسي. ومن خلال هذا يتبين لنا أهمية التعاون بين دول هذه المنظمة وبأنها تمتلك كل المقومات لتترك بصمتها في كل المجالات السياسية والاقتصادية وخاصة اذا ما توسعت في فضائها الاقتصادي حيث إنهاء تطل وتشرف على منطقة ( أوراسيا) وهذه المنطقة تشكل قلب العالم ومن يسيطر على قلب العالم فإنه يسيطر على اطرافه وهذا مايذكرنا بمحاضرة القاها المفكر السياسي( ماكندر) في عام 1904 وقال باختصار إن هذه المنطقة تعتمد على قوة ( البر والبحر ) وتشكل مركز القارات.‏

وبرأينا أنها أيضاً تأخذ أهميتها من خلال اطلالها على البحار الاربعة وأقصد بها ( المتوسط- الخليج العربي- الاسود- قزوين) وتكتمل دائرة الفضاء الاقتصادي اذا ما تم التنسيق مع الدول الأربع وأقصد بها ( سورية- العراق- ايران-تركيا) وخاصة في ظل التكتلات والتحالفات الدولية. فهل تتحول هذه المنظمة في المستقبل الى منظمة دولية بعملة موحدة وبرأينا أن المستقبل مفتوح على كل الاحتمالات وهل نتوجه نحن شرقاً لنفعل اقتصادنا بما يساهم في الاستغلال الامثل لمواردنا.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية