تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


لا منطق ..

لبنان
معاً على الطريق
الأربعاء 26-8-2009
نبيه البرجي

عولمة ...

بطريقة مرتزقة القرن التاسع عشر مابالك بالقرن العشرين وحتى بالقرن الثاني والعشرين!!.‏

لا منطق سوى منطق السوق، لا فلسفة سوى فلسفة السوق: شبكات عملاقة لأنابيب النفط والغاز مواصفات معينة للمرافئ والثغور، تشريعات مشتركة لتنشيط حركة الترانزيت ( ودائماً تعمل التجارة بمعادلة الذئب والحمل )، ولكـــن أي عولمة إذا كان الكائن البشري في هذه الحلبة العظمى يتحول ظلاً لناقلات النفط أو لناطحات السحاب أو للبنوك والصناديق الدولية؟‏

أي عالم إذا لم يتبلور نظام كوني جديد- «اللهم أعذنا من ذكر جورج بوش وابنه دبليو»- يقوم على مفاهيم تعكس رؤية مختلفة للعلاقات الدولية وبمنأى عن العلاقات التي تستخرج عادة من بطون الضباع.‏

لم يقل أحد من قياصرة العصر بالنظام العالمي الجديد إلا ذاك الذي أطلقه بوش الأب، فكان أن عقب على ذلك زبغنيو بريجنسكي: بل الفوضى العالمية الجديدة، الابن قال بـ( الفوضى الخلاقة).‏

السويسري جان زيغلر الذي يقول بالعولمة البديلة كتب :كما لو أنك تصنع من ثلثي البشرية على الأقل نسخاً عن القردة...!‏

في إطار هذا المشهد يندرج السؤال ماذا يفعل العولميون لأزمة الشرق الاوسط، هذا عندما نلاحظ كيف أنهم لا يستطيعون أن يزيحوا ولو حجراً واحداً من مكانه في أي مستوطنة أقيمت أو تقام في الضفة الغربية..!‏

العتب ليس فقط على الاميركيين، وحيث كان المثال الاعلى لدونالد رامسفيلد هو أشعيا (مقالة روبرت درابر في دورية ) جنتلمنز كوارترلي.‏

وإنما أيضاً على الاوروبيين الذين يعتبرون أنفسهم سدنة المنطق بل معماريو المنطق بدءاً من أرسطو وانتهاء براسل مروراً بديكارت وهيغل بطبيعة الحال...‏

المنطق الذي هو على تماس أخلاقي وفلسفي مع العدالة كما تلاحظون وحتى إشعار آخر .... لا عدالة ، لا منطق!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية