|
أبجد هوز وجيبه في الأساس مخروق، يريد شراء غرضين ، بالنقدي وليس بالدين، فوجدها بالبضائع عامرة، الشعبية منها والفاخرة ، وكأن السوق في رمضان، قد تحولت إلى مهرجان ، ووجد منظر البضائع، بهيجاً وأكثر من رائع ، ووجد مساحات الأرصفة ، بالبضائع الكثيرة مغلفة ، والسحاحير فوقها مصففة. والناس في الشارع تتدافع ، من يتقدم ومن يتراجع ، والسيارات تشفط وتزمر ، وأحياناً تحرن وتشختر، وسرعان ماهاجمته الشحاذات، المنتشرات في السوق بالعشرات، هذه تدعو له بالصبر، والأخرى بطول العمر، وأن يجيره الله من الفقر، وهو لايستطيع شراء كعكة، والفقر ناصب حوله دبكة ، فدخله ياسيدي محدود، وأفق مستقبله مسدود، فما يسمى تعويض العائلة ، لايكفي للشحاذة السائلة، وأما العمل الإضافي، فهو ثالثة الأثافي ، وتعويض حوافز الإنتاج ، قد أخضعوه للمونتاج ، ليصبح مرضاً بلا علاج. وهو يدفع لقاء الفواتير، مايُجلس غنياً على الحصير، فضريبة الدخل على الراتب، أكبر من كل المصائب ، واقتطاع نسبة للنقابة ، الأكثر طرافة وغرابة ، ويدفع ضريبة النظافة للبلدية، وأسعار الكهرباء بالنسب التصاعدية ، وإذا حكى ثانيتين في الموبايل، سجلوهما دقيقة في الحال ، الله يجيبك ياطولة البال! ومضى أبو ماهر إلى الأمام، وشق طريقه وسط الزحام وتفحص الأسعار بعينيه ، فأشاب ارتفاعُها فوديه ، فسعر اللحمة والله يكوي ، وسعر الفروج جعله يعوي، والخضار التي تفرم للسلطة، قد شجت رأسه بزلطة ، وأسعار الفواكه بالنار، قد أوقعت مدخوله في الحصار ، عدا عن غلاء الملابس ، قبيل افتتاح المدارس، والكتب والأقلام والدفاتر ، وأدوات الهندسة والمساطر ، عجبك هيك ياأبا ماهر؟ وبينما كان يغادر السوق، اقترب منه رجل حربوق ، وأعطاه ورقة مطوية ، مكتوبة بالحروف العربية، عن عرض رائع للسيارات ، مخصص لأرباب العائلات ، ادفع خمسين ألفاً نقداً ، وكلف خاطرك وتعال عندي ، واستلم سيارة كاليخت، في كل البلد مالها أخت ، وادفع عشرين ألفاً بالشهر ، تكن مسروراً طيلة العمر!. |
|