تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


اليد على الزناد

نافذة على حدث
الخميس 28-6-2012
حسن حسن

خسرت تركيا محوراً كاملاً ، ولم تنجح في ربح ما تبقى من محاور. في صورة المشهد الحالي ، علاقات تركيا مع ما يسمى «محور المقاومة»

قد انهارت مع سورية حيث النجاح التركي الأبرز في السياسة الخارجية ، بلغ التدهور ذروته مع الانتقال من سياسة «فتح الحدود » إلى سياسة «فتح فوهات المدافع» فقد بات لسان حال أردوغان وأركان حكومة حزب العدالة والتنمية تجاه سورية التهديد والوعيد والإنذارات والفرص واعطاء الدروس وغير ذلك من لغة الاستعلاء.‏

في الحقيقة ، ثمة خلفيات سياسية تقف وراء مجمل السلوك التركي إزاء الوضع السوري ، يمكن اختصارها في الأسباب التالية:‏

أولاً تريد تركيا حزب العدالة والتنمية كسر أو تغيير البوابة السورية من أجل أن تكون الجيوسياسية العربية مفتوحة أمام سياستها المضمرةالعثمانية الجديدة بكل ما تحملها هذه السياسة من أبعاد اقتصادية وسياسية وثقافية واجتماعية ومذهبية وأمنية .‏

ثانياً ،عامل التنافس والصراع بين تركيا وايران على المنطقة قوي جداًسواء في الخليج أو الشرق الأوسط،وفي ظل هذا التنافس فإن دول الخليج العربي التي لها خلافات ومشكلات وحساسيات مع ايران ، ترى أن دعم الدور التركي يعد شكلاً من أشكال محاربة الدور الايراني والاشتباك معه اقليمياً ، ومع صعود الحركات الإسلامية ، فإن حجم المطالبة العربية بدور تركي بدأ يأخذ طابع الاستنجاد بدولة اقليمية ، وهو ما تحاول تركيا استغلاله ، ولاسيما في الملعب السوري . فضلاً عن تقديم نموذج حزب العدالة والتنمية للحكم.‏

ثالثاً ، تركيا وبعد سنوات من الحديث عن نظرية صفر المشكلات والعمق الاستراتيجي والعودة إلى بنيانها الحضاري حسمت خيارها لمصلحة الكتلة الغربية ، وما الموافقة على نشر الدرع الصاروخية على أراضيها إلا تأكيد هذا الخيار.‏

منطق تركي ربما يضعنا أمام ما هو أخطر في عدم فهم السياسة بأبعادها الكلية في الشرق الأوسط وتحديداً في الحالة السورية ، ما نريد قوله ، هو أن السياسة التركية التي لم تفهم أن صفر المشكلات لا يتحقق بفتح صفحة جديدة دون حل مشكلات مزمنة في التاريخ والجغرافية ، فإن مسألة اسقاط سورية لا يكون إلا بإسقاط منظومة علاقات اقليمية كاملة ، وجميع أطرافها تراقب الوضع السوري لحظة بلحظة ويدها على الزناد‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية