|
شؤون سياسية لذلك التفاؤل من قبل الطرفين سوى ما رشح عن تلك المباحثات التي وصفت بالجدية والموضوعية كونها لامست إلى حد كبير قضايا الخلاف الرئيسية ونجحت بفتح ثغرة أمل لحل تلك القضية التي ذهب بها تعنت الغرب وازدواجية معاييره إلى أبعد حدود التعقيد . وما يميز محادثات موسكو بين إيران والخمسة زائد واحد عن سابقاتها أنها تناولت أدق التفاصيل بدءاً من طرح الجانب الإيراني مطالبه التي تتعلق بالاعتراف بحقه بالاستخدام السلمي للطاقة النووية، ومروراً بمناقشة إيران المقترح الغربي و رزمة المقترحات الإيرانية، وبالتالي وبحسب ما نتج عن اجتماعات موسكو فإن الكرة لا تزال في الملعب الغربي ليبقى مستقبل هذا الملف مرهوناً بمدى تجاوب الغرب من حيث تعاطيه مع هذه القضية بكل مرونة وجدية وواقعية والابتعاد عن الأمور الهامشية والمقترحات المفردة التي لا يتم فيها التركيز على القضايا الجوهرية، والأهم من ذلك التعاطي معها بخلفية أخلاقية تستند إلى حق الشعب الإيراني باستخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية وعلمية بحتة لأن ذلك هو المدخل الوحيد لحلها بعيداً عن الشكوك والنوايا السيئة التي كانت تسيطر على كل الاجتماعات السابقة بين الطرفين. ومن الأمور المهمة التي نجحت محادثات موسكو بتخطيها واجتيازها هي الانتقال من مرحلة الاجتماعات الرسمية والشكلية التي يحضرها مسؤولو ودبلوماسيو الطرفين إلى مرحلة الاجتماعات التقنية والفنية التي يحضرها خبراء وفنيو الجانبين والتي سوف تعقد خلال الأيام القليلة القادمة، وهو الأمر الذي يعني الدخول في عمق القضية وسبرها من الداخل وتناول كل المواضيع والمسائل الخلافية والنقاط الأساسية التي تتقاطع جميعها عند التوصل الى اتفاق يمنح إيران حق استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية بعيداً عن كل سياسة اللف والدوران التي اتبعها الغرب سابقاً في مباحثاته مع الجانب الإيراني الذي لا تزال ثقته مفقودة بالجانب الغربي بسبب تجاربه الطويلة معه . وفي هذا الشأن أكد فلاديمير يفسييف رئيس مركز أبحاث السياسات العامة الروسية: أن إيران وافقت لأول مرة على وقف عملية إعادة تخصيب اليورانيوم لكن الغرب لم يقم بهذه الخطوة وهو غير مستعد للقيام حتى بنصف خطوة في اتجاه الرد، مشيراً إلى أن الأحداث ستتطور انطلاقاً مما يقترح الغرب على إيران، مؤكداً ضرورة أن تقدم الدول الغربية لإيران حوافز اقتصادية بدلاً من العقوبات . وأضاف يفسييف أن درجة التخصيب لم تذكر في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية لذا يحق لإيران تصنيع اليورانيوم المخصب للأغراض السلمية ولكن هناك قرارات مجلس الأمن التي تمنع إيران من القيام بذلك وهذه القرارات ملزمة لها ولا يمكن السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم إلا بعد إلغاء هذه القرارات، مشيراً إلى أنه في هذه الظروف يمكن أن نتحدث عن إعادة تخصيب الكميات المحددة من اليورانيوم وتحديد عدد أجهزة الطرد المركزي المطلوبة لتنفيذ هذه العملية ولكن يجب أن يتوافر لذلك مستوى ما من الثقة والحوافز الاقتصادية . بدوره قال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي: إنه لم يتم التوصل الى إطار كامل خلال محادثات بلاده مع مجموعة خمسة زائد في موسكو، وأنه تم الاتفاق على اجتماع للخبراء والمتابعة الفنية، مضيفاً أن المحادثات كانت أكثر جدية وواقعية من ذي قبل، داعيا الطرف الآخر الى استغلال اجتماع الخبراء للخروج من الطريق المسدود موضحاً أن الاجتماعات الفنية هي من أجل تقريب وجهات النظر فالمحادثات يجب أن تقترن بخطوات فعلية. وأكد جليلي استعداد إيران للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية مشدداً في الوقت نفسه على أنها لن تتراجع عن حقها في الاستخدام السلمي للتقنية النووية وقال إن الطرف الآخر طلب مزيداً من الوقت للرد على مقترحاتنا فإيران طرحت محاور تخص ملفها النووي السلمي والغرب أمام اختبار مهم لكسب ثقة الشعب الإيراني، مشيراً الى أن دول مجموعة الست لم تلتزم بتقديم الوقود اللازم لتشغيل مفاعل طهران للأبحاث فقامت إيران بتخصيبه بفضل علمائها. بدورها قالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون إن مجموعة خمسة زائد واحد ما زالت موحدة في السعي لحل دبلوماسي للملف النووي الإيراني، مضيفة أن المناقشات في موسكو كانت صريحة وركزت على تفاصيل الأمور بدوره قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف إن بلاده تنتظر نتيجة معقولة من محادثات الدول الست وإيران حول برنامجها النووي، مضيفاً أن إنقاذ الدبلوماسية ما يزال ممكناً. من جانبه قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي إن بلاده تعتبر المفاوضات بین إيران ومجموعة دول (5+1) والتعاون بینهما، السبیل الوحید والمناسب لحل الموضوع النووي الإيراني . |
|