تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


اليوم العالمي للإدمان... ورحلـــــة البحـــــث عــــن الأســــباب

مجتمــــع
الخميس 28-6-2012
فاطمة حسين

حالات إدمان قد نشعر أنه لا يمكن رؤيتها سوى في المشاهد الدرامية لكن...وبمجرد الدخول إلى المرصد الوطني لمكافحة المخدرات تجد أعداداً لا بأس بها من الشباب وقعوا ضحية الإدمان وتحولوا إلى مشاهد حياتية قد تكون قريبة منا أو بجوارنا!!

فهذا الشاب دخل المكتب وبيده كيس يضم أشياؤه التي أتت معه عندما جاء إلى المرصد الوطني لرعاية الشباب لكي ينتشله من مستنقع الإدمان الخطر الذي رمى نفسه فيه نتيجة فقدانه والده العزيز على قلبه الذي كان الشرارة الأولى لإدمانه على المخدرات بالإضافة إلى عوامل أخرى ساهمت في غرقه أكثر في كونه من أصحاب الأملاك والأموال بالإضافة إلى وقوع قريته قريبة من إحدى البلدان المجاورة مما سهل عليه الحصول على هذه المادة وبسعر زهيد كل هذا ساعد على وقوعه في هذا المستنقع الآن وقد تخلص منه أصبح مستعدا على مواجهة الواقع بكل تصميم وإرادة لكي يقي نفسه من الانتكاسة وذلك بمساعدة الأهل والمجتمع الذي يحيط به .‏

وفي حالة مماثلة فقد كانت البداية عند وجوده في بلد مجاور للعمل وكانت عن طريق فتاة جذبته إلى إدمان المخدرات حتى خسر عمله وعندما عاد لبلده ظل أسيرا له فباع كل شيء بيته ومحله وفقد عائلته والآن وبعد أن تخطى مراحل العلاج يحاول أن يرسخ في داخله الإيمان والاقتناع لكي لا يعود إليه مرة أخرى وبالإضافة إلى ذلك أن يكون مستعدا لتقديم أي مساعدة لأي شخص يريد أن يدخل هذا العالم .‏

أسبابه‏

بعض من صور الإدمان رصدناها أثناء وجودنا في هذا المرصد الوطني العظيم بأهدافه من مئات الحالات الموجودة فيه وقد التقينا بنائبة مدير المرصد المرشدة الاجتماعية اليسار فندي :التي حدثتنا عن أهم أسباب الإدمان وأشكاله وعلاجه وكيفية الوقاية منه بالإضافة إلى الانتكاسة وأسبابها قائلة : يمكن إجمال أهم الأسباب التي تؤدي إلى الإدمان هما عاملان :التعاطي مع الأصدقاء ولاسيما في سن المراهقة لان المراهق له حاجات نفسية مثل حاجته إلى الأمن ولاسيما الداخلي ويعني الحاجة إلى الحماية ضد الحرمان من إشباع الدوافع كما انه بحاجة إلى الحب والقبول من الآخرين وأيضا الحاجة إلى الإشباع الجنسي ويعتقد المراهق انه سيجده بالتعاطي وأحيانا يحاول أن يحاكي ويقلد الآخرين من الشباب والعامل الآخر هو الخطأ في التعاطي مع المراهق وهذا ما يدفعه إلى الإدمان بالإضافة إلى التفكك الأسري وما ينتج عنه من بحث أفراد هذه الأسرة إلى إيجاد علاقات جديدة وما أن يقعوا في حبائل الإدمان على المخدرات حتى يجدوا أن قيمة أنفسهم قد تضاءلت وأضحوا عديمي الرفعة الاجتماعية .‏

العلاج‏

ويكون عبر مرحلتين علاج جسدي وهي علاج الأعراض الانسحابية أو ما يسمى بالفطام وهي الأعراض التي يشتكي منها المريض بعد أن ينقطع عنا تناول المادة ويكون عبر الأدوية المناسبة التي تعطى حسب حالة كل مريض على حدة وحسب نوع المادة والكمية وتشمل الأدوية المسكنة والفيتامينات ومن ثم يبدأ العلاج السلوكي ويقوم به الاختصاصي الاجتماعي الذي يلعب دورا كبيرا في بث الطمأنينة والعطف والاحترام في نفس المريض وبالتالي كسب ثقة المتعاطي وبالإضافة إلى العلاج الفيزيائي والتمارين الرياضية الهامة وفي المرحلة الثالثة من العلاج وهي متابعة المريض بعد خروجه وهناك عيادة نفسية يمكنه مراجعتها وهي مرتبطة بالمصدر وكل هذا يتم ضمن كادر مؤهل ومدرب.‏

الوقاية‏

البداية من الأسرة التي تكون العين الساهرة للأبناء منذ طفولتهم وغرس الثقة بأنفسهم وتوعيتهم من خطر الإدمان بالإضافة إلى تعاون جميع المؤسسات في المجتمع لصد هذا السم القاتل وبث برامج تعليمية وتربوية موجهة للفئات المستهدفة في المجتمع وبالتالي خفض نسبة الخطورة عليها .‏

الانتكاس‏

وهو اخطر من التعاطي ذاته وللانتكاس علامات منذرة مثل عدم القدرة على التفكير بوضوح وصعوبة التعامل مع الآخرين وصعوبة بالتذكر واضطراب في النوم حتى يصل إلى مرحلة الخطورة وهي عدم تقبل والرضا عن الحياة ومن ثم العودة إلى التعاطي مرة أخرى وهنا يجب على المريض أن يعود إلى العلاج مرة أخرى وان لا يقع فريسة لليأس .‏

إحصائية 2012 خلال 5 أشهر‏

بلغ عدد مراجعي العيادة النفسية 1227 منهم 977 مراجع إدمان وهي نسبة يجب أن نقف عندها طويلا ولذلك نحن نعمل على بناء الشخصية السوية القادرة على المجابهة لبناء المنعة الذاتية أي القوة الداخلية لان المهم هو تغيير السلوك والعمل على الوقاية المبكرة وهي السبيل الوحيد للوقوف في وجه هذا المدمر السام(المخدرات).‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية