تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


قراءة في حدث .. العقل المغلق

آراء
الخميس 28-6-2012
د. اسكندر لوقا

أحياناً تكتشف أن العقل الأميركي في بعض مواقعه داخل جمجمة هذا المسؤول أو ذاك لايزال مغلقاً كما كان في أزمنة سابقة وتتساءل لماذا؟

وحين تبحث عن السبب تكتشف أن هذا العقل أو ذاك لم يستوعب بعد التغيرات التي أصابت وتصيب العالم كل العالم بين دقيقة وأخرى.‏

وحين يكون صاحب هذا العقل الذي بقي مغلقاً منذ سنوات متأثراً بهذه المعادلة في الوقت الراهن فإن ذلك لابد أن يؤدي في نهاية المطاف إلى ما يسمى في علم الأمراض الحالات المستعصية، وفي الوقت ذاته لابد أن تنتقل العدوى من المصاب بهذا المرض إلى آخرين من حوله أو إلى آخرين جاؤوا من بعده وذلك على نحو ما تحدثنا به أمثلة التاريخ المعاصر.‏

ومن هنا فإن العالم لابد أن يواجه بين الحين والآخر تبعات مثل هذه المصيبة التي تلحق الضرر حكماً في أي مكان من أرجاء الأرض.‏

يروي الحدث الذي اجتزأته من سيرة الرئيس الأميركي الأسبق (ريتشارد نيكسون) على سبيل المثال، أنه إبان حرب فيتنام، قال معتداً بنفسه وهو يحاول قراءة مستقبل هذه الحرب: (إن الله مع أميركا، إن الله يريد أن تقود أميركا العالم).‏

بمثل هذا المنطق لم يبتعد الرئيس (نيكسون) عملياً عن فحوى الادعاء الذي يسوقه اليهود في الزمن الراهن كما كان دأبهم في الأزمنة الغابرة بأن اليهود هم الشعب الذي اختاره الله ليقود العالم كل العالم بما في ذلك الشعب الأميركي الذي رضي على اختلاف أطيافه بأن ترتهن إرادته لإرادة التنظيم الصهيوني العالمي كما نرى ونسمع ونشاهد.‏

وبطبيعة الحال نسي أو تناسى الرئيس (نيكسون) أن السياسة يجب أن تبنى قبل كل شيء على الوقائع الحقيقية على الأرض وخصوصاً في مرحلة من مراحل الحرب التي تدور بين هذا الطرف وذاك لأن من يبدأ الحرب عملياً لا نظرياً فقط لا يستطيع أن يضع حداً لها طبقاً لما يراه أو يريد.‏

من هنا كانت نكسة السياسة الأميركية في سياق حرب الفيتنام وهزيمتها أمام مقاومة الشعب الذي قرر أن ينتصر على أعدائه بغض النظر عن تباين موازين القوى العسكرية مع العدو الذي كان مدججاً بالسلاح الأحدث في زمانه حتى أخمص قدميه.‏

وفي أوراق التاريخ دائماً ما يؤكد صواب النظرية التي تقول إن الحق فوق القوة لا القوة فوق الحق كما جاء في كتاب الأمير لمؤلفه «ميكيافيلي».‏

Iskandarlouka@yahoo.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية