|
بيروت ولذلك يجب أن يواجها على هذا الأساس لكونهما تهديدا لكل المنطقة قائلاً إن «الخطرين الإسرائيلي والتكفيري متلازمان ويتساويان الآن فعلياً حيث يمكن القول إن الخطر التكفيري كان خطراً مؤجلاً ولكنه كان دائما خطرا».. وقال السيد نصر الله في الجزء الثاني من الحوار الشامل الذي أجرته معه صحيفة السفير اللبنانية ونشر أمس إن «التكفيريين يشكلون تهديداً حقيقياً وجدياً أينما كانوا وفي لبنان لم يكونوا تهديدا مباشرا في البداية أما الآن فهم تهديد مباشر للبنان وسورية فالملف اللبناني والسوري واحد ولذلك نحن نعتبر أن هذا التهديد هو تهديد حقيقي وفعلي ويومي كما أن التهديد الإسرائيلي هو تهديد حقيقي وفعلي ويومي». وأكد السيد نصر الله أنه مع الوقت سيظهر أن ليس هناك بيئة حاضنة للتكفيريين في كل العالم العربي والإسلامي لأن الناس لا يستطيعون تحمل التشدد والتطرف الذي يمارسونه ولكن عندما يتم توظيف هذه الجماعات في مناخ معين تختلط الأمور كما حصل في سورية عندما جاءت دول مختلفة وتبنت هذه الجماعات كان همها في «سورية إيجاد من يحمل السلاح ويقاتل النظام وليس مهماً هويته . واعتبر السيد نصر الله أن التيار التكفيري ليس له مستقبل في العالم العربي لأنه لا يملك مشروعا، وقال إنه مهما وجهت اتهامات للمقاومة ومهما تعرض جمهورها للقتل فإن هذا لن يمنعنا على الإطلاق من أن نبقى من حملة القضية الفلسطينية وحماتها، مشددا على أن «المقاومة في لبنان لم تتصرف في يوم من الأيام أو تتكلم في يوم من الأيام من خلفية طائفية». ولفت إلى أن ما فعلته المقاومة في العالم العربي والإسلامي هو أنها حظيت بالاحترام ونقضت فكرة شبه ثابتة وقدمت نموذجا من خلال كسرها للفكرة التي تم العمل عليها لمدة أربعين أو خمسين سنة أي فكرة أن «إسرائيل هي الجيش الذي لا يقهر وأنه ليست لدينا قدرة أو خيار إلا التفاوض والصلح معها «مشيرا إلى أنه تم العمل على توظيف هذا النموذج لمصلحة تعزيز ثقافة المقاومة في العالم العربي والإسلامي دون التدخل في أي شأن لأشقائنا. وتابع السيد نصر الله إن «هذا الوضع كان مختلفا في سورية لأنه لم يكن مقبولاً منا حتى أن نتخذ موقفاً سياسياً منها فلو أننا وقفنا وقلنا إننا ندعو في سورية إلى حل سياسي وإلى حوار بين النظام و»المعارضة» وإلى معالجة سياسية وإننا ندعو إلى الإصلاح فنحن نكون قد سقطنا من القاموس لأننا وقفنا بذلك ضد المشروع الذي تدخل الجميع لإلغاء سورية على أساسه». وأوضح السيد نصر الله أنه يؤيد أي تقارب إيراني سعودي بالرغم من قناعته بأن للسعودية دوراً سلبياً كبيراً جداً فيما حصل ويحصل في العالم العربي والإسلامي كما أن «لها دوراً تأسيسياً فيما يجري نتيجة تبنيها للفكر التكفيري وترويجها له». وقال السيد نصر الله إن «المقاومة هي قوة دفاع عن لبنان وقوة حماية وتحرير وبالتالي عندما يكون في الداخل اللبناني دولة وحكومة ومؤسسات ترعى مختلف شؤون الوطن والمواطنين على المستوى السياسي والقضائي والأمني والاجتماعي والاقتصادي فهذا يقدم خدمة كبيرة للمقاومة، مؤكداً أنه عندما يصبح لدينا دولة قوية وتملك إمكانية الدفاع عن لبنان فنحن في المقاومة أو كمقاومين سوف نعود إلى حياتنا الاعتيادية وهذه هي الإستراتيجية الدفاعية المستقبلية التي ندعمها . وفيما يتعلق بالجيش اللبناني أكد السيد نصر الله أنه مع أي دعم غير مشروط يقدم للجيش اللبناني موضحا أن العلاقة بين الجيش والمقاومة هي علاقة «ممتازة جدا «وأنها مع تمكين الجيش من القيام بالمهام الموكلة إليه لأنه مؤسسة لديها أعلى نسبة من التأييد لكونها تنشر الاطمئنان لدى المواطنين اللبنانيين. وفيما يخص موضوع المهجرين السوريين إلى لبنان قال السيد نصر الله إن «هذا الموضوع يعد مشكلة وطنية ويجب مناقشته على المستوى الوطني «مشيرا إلى أنه يحتاج إلى تعاون بين الحكومتين اللبنانية والسورية وأعتقد أن الحكومة السورية أبدت استعدادا حول هذا الأمر . وأكد السيد نصر الله حرص حزب الله على مبدأ الحوار والحضور إلى طاولة الحوار في لبنان لافتا إلى أن مقاطعة طاولة الحوار الأخيرة جاءت نتيجة المواقف الحادة التي اتخذها رئيس الجمهورية ميشال سليمان من ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة والتوصيفات التي أطلقها والمواقف المسبقة التي أعلن عنها بطريقة غير مناسبة. |
|