تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مأزق الصحافة التشكيلية

رؤيـــــة
السبت 16-3-2013
أديب مخزوم

كثرت في السنوات الأخيرة إصدارات الصحف والمجلات الورقية والالكترونية، ومع تفاقم هذه الظاهرة ازدادت أعداد العاملات والعاملين في مجال الكتابة عن الفن التشكيلي، كما برزت أسماء كثيرة جديدة،

في صحافتنا المحلية، دون أن يكون لدى أصحابها خبرات تؤهلهم لأن يقدموا مواضيع متقنة على الصعيدين المهني والإبداعي. وهؤلاء الادعياء يطلقون الأحكام العشوائية، دون معرفة بأبسط مبادئ اللغة الفنية البصرية الحديثة، مايجعل المقالة التشكيلية حافلة بالأخطاء والمغالطات والتناقضات والركاكة، كما تحمل معظم مقالات هؤلاء المتطفلين، عناوين تضليلية كبيرة، فبعضها يطلق على تجارب ضعيفة ومتعثرة صفة العالمية، وبعضها الآخر يلصق صفة الريادة بأسماء مغمورة.‏

فالكتابة عند هؤلاء باتت مجرد مهاترات كلامية وتصنيفات تعسفية ومواقف مزاجية غير مسؤولة، فمعظم الذين يكتبون هذه المقالات يفتقرون إلى المتابعة والمعرفة والموهبة والخبرة، ولهذا يرتكبون في كل خطوة الأخطاء والمغالطات، كما أن قراءاتهم لاتلامس الموضوعات التي يعالجونها، حيث تبدو مقالاتهم مفبركة دون إحساس، وبالتالي لاتصل إلى المستوى القادر على الإقناع واستقطاب جمهور القراء المتخصصين، ويزداد هذا الشعور حين نعلم أن الكثير من هؤلاء لم يسبق لهم أن تعاملوا مع اللون والخط والكلمة، والعمل الصحفي بالنسبة لهم مجرد وظيفة أو وسيلة ارتزاق.‏

ولهذا لايمكننا ان نتحدث عن صحافة تشكيلية تكرست في السنوات الاخيرة بفعل كتابات هؤلاء، وذلك لأن هذه الكتابات لها علاقة بكل شيء ما عدا الفن التشكيلي، ويمكن القول ان النمط الكتابي القادر على تكريس صحافة تشكيلية، موجود في حدوده الضيقة وضمن اطار الكتابات الجادة والمعمقة، وبعبارة اخرى ليس كل ما يكتب وينشرعن الفن التشكيلي يمكن ان يدرج في اطار الصحافة التشكيلية، وبالتالي فإلصاق العبارات الاستعراضية بالعمل الفني لايصنع صحافة تشكيلية ولا غيرها.‏

facebook.com/adib.makhzoum‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية