تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الانتماء ليس وظيفة؟!!

السبت 16-3-2013
أحمد عرابي بعاج

سورية تتعرض لإرهاب دولي منظم استهدفها ولا يزال, بكل أشكال الاستهداف السياسية والاجتماعية والاقتصادية, وقد تمخض عن هذا الإرهاب المنظم عدوان ممنهج على البنية التحتية وهيكلية الاقتصاد وطال لقمة عيش المواطن وسبل استمرار حياته بطريقة تجعل منه رهينة للإرهاب وتطوقه بسبب مواقفه الوطنية وتمسكه بوحدة الوطن ومكوناته.

وهو ما اتضح بشكل جلي ومفضوح من خلال الدعم الخليجي بالمال والسلاح.... والتركي بالإيواء والتدريب للإرهاب المسلح, مع استحضار المجموعات التكفيرية وتقديم الدعم اللوجستي لها تمهيداً لمرورها إلى الأراضي السورية والقيام بعمليات إرهابية وتخريب عبثي لا يعرف منفذوه أنهم أدوات رخيصة في أتون حرب معلنة تستهدف الدولة السورية تاريخاً وعروبة وحضارة.‏

سورية تؤمن بحق الاختلاف وقبول الآخر وتقدم لحوار وطني يهدف إلى طرح الأفكار والرؤى والتوافق على حلول كفيلة بإخراج الوطن من عمق الأزمة وإعادة البناء والإعمار للمجتمع أولاً, ولما خربته أيدي العابثين ثانياً.‏

وهذا يشكل في جوهره تمهيداً لإقامة مجتمع قائم على أسس الديمقراطية ومبادئ العدالة الاجتماعية مع التمسك بالثوابت الوطنية والقومية وتقديم نموذج من اللحمة الوطنية المتماسكة في المنطقة والمعروف بها السوريون تاريخياً.‏

وفي هذا الإطار رحبت سورية دائماً بكل الجهود الوطنية والدولية المساعدة على حل الأزمة السورية بما يكفل للوطن تماسكه ويحفظ لمواطنيه حريتهم وكرامتهم واستقلالهم حيث لا سبيل أمام مكونات مجتمعنا العربي السوري بجميع أطيافه الاجتماعية ومشاربه السياسية وشرائحه الدينية.... وعلى مساحة الوطن الجريح إلا الانخراط في حوار وطني شامل بناء يؤسس لمجتمع جديد, لأنه الخيار العقلاني والواقعي الكفيل للخروج من الأزمة والذي يسهم في عزل التطرف بكل أشكاله وتفرعاته السيئة إلى حد التقزز.‏

المسألة لا تقتصر على ما يطفو من عناوين.... بل تشمل أيضاً الكثير من التفاصيل التي تحمل تشابهاً في المضمون, يقول لهم: إن إرهابكم زادنا تلاحماً وإن التشاور من أجل الحوار قد بدأه السوريون بعملية كبيرة وواسعة... على مساحة الوطن, ومن لا يرى ذلك أو يرى غير ذلك فقد تجاوزه الزمن أو كاد, ومن لا يعي أهمية هذه المرحلة التمهيدية ويظن أنه يمكن أن يلتحق في أي مرحلة فهو لا يعرف قراءة التاريخ, فالسوريون يسجلون الآن ويقيّمون ويميزون بين من يسعى إلى مصلحة هذا الوطن ومن يسعى خلف مصالحه أو يمثل مصالح طرف أو أطراف غير سورية لا تريد الخير للسوريين, وسيبقى مكانه حتماً خارج منظومة الحوار وخارج حدود الوطنية... وربما خارج التاريخ أيضاً.‏

فالسوري الوطني وعلى قاعدة الانتماء يكتب الآن صفحة من صفحات تاريخ وطنه تتمثل بالعودة إلى ما كانت عليه سورية من أمن وأمان ويعمل على تطوير نظامها السياسي ويجدد مفاصل الحياة في شرايينها, فالانتماء للوطن ليس وظيفة يمارسها المرء وإن لم تعجبه يتركها وينتقل إلى عمل آخر.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية