|
حلب التي كانت وما زالت منارة للحضارة التي تفتقدها مشيخات النفط الاسود والتي بات واضحا للجميع توجيه مرتزقتها إلى تدمير وحرق وطمس كل ما تقع أيديهم عليه في محاولات فاشلة لسرقة تاريخ وطن أعطى البشرية والعالم الابجدية ومبادئ التسامح والمحبة والتعايش. ورغم أن أمثلة وشواهد اعتداءات وانتهاكات المجموعات الارهابية المدعومة بالمال والسلاح من قطر والسعودية والحكومة التركية بحق كنوز سورية الاثرية والمقدسة لا تعد ولا تحصى الا أن ما تعرضت له أسواق مدينة حلب الاثرية وجامعها الاموي الكبير خاصة أدل بشكل واضح على همجيتهم واجرامهم النابع من نقص بالحضارة وفقر بالانسانية وبعد عن كل القيم والاعراف الدينية. وللمرة الالف يثبت الارهابيون قبح اجرامهم بحق أسواق حلب وكنائسها وجامعها الاموي الكبير الذي لم يكتفوا بالاعتداء عليه في تشرين الاول من العام الماضي فعادوا ليؤرخوا أعمالهم الارهابية على جدران أسواره الخارجية ففجروا عبوة ناسفة عند سوره الجنوبي في محاولة للسيطرة على الجامع لاستخدامه منبرا لاطلاق نيران حقدهم والاعتداء على المنطقة القريبة منه. ويرى مدير أوقاف حلب الدكتور عبد القادر الشهابي أن الارهابيين يفعلون بسورية ما عجز الكيان الصهيوني والولايات المتحدة عن فعله من خلال تدميرهم لمعالم الوطن الاثرية والدينية داعيا كل من لديه ذرة عقل للعودة إلى حضن الوطن ورمي السلاح قبل أن تضيق عليهم فرص النجاة. ولا يميز الارهابيون بين كنيسة وجامع ومعلم أثري حيث طالت أعمالهم الارهابية بحسب الشهابي أكثر من 100 جامع وخمس كنائس في حلب وحدها على رأسها الجامع الاموي والكنيسة الانجيلية العربية التي دمرت بشكل كامل مشيرا إلى اعتداء الارهابيين على المكتبة الوقفية احد أهم الصروح الدينية والثقافية في المدينة التي كانت تضم قبل سرقتها وتدميرها أكثر من 750 كتابا ومخطوطا والعديد من المزاول الشمسية والاسطرلابات التي لا تقدر بثمن. ولإتمام رسالتهم الممتلئة بالموت والتدمير عاثوا فسادا وخرابا في أسواق حلب القديمة التي طالما تغنى اهالي حلب برونقها وعبق تاريخها بهذه الكلمات يعبر أبو أحمد صاحب محلات البزورية في سوق حلب القديم عن مدى حزنه واستيائه اثر مشاهدته السن الحريق التي الحقت أضرارا جسيمة بمنطقة الاسواق القديمة بحلب مبينا وهو يستذكر أسواق حلب في سابق عهدها كانت جزءا مزدهرا في الحياة السورية الاقتصادية والاجتماعية. وبحسب مدير العلاقات العامة للطوائف المسيحية بحلب جورج بخاش فان استهداف الكنائس والمساجد هو استهداف للخالق لأن الصلاة في هذه البيوت الكريمة تتوجه إلى رب العالمين. بدورها تؤكد أم اسكندر ان العمل الارهابي الذي ارتكبته المجموعات الارهابية المسلحة بحرق وتدمير أسواق حلب دليل على افلاس هذه المجموعات. ويؤكد أبو زاهر صاحب محل للحلويات في سوق حلب انه مهما ارتكب الارهابيون والمرتزقة من أعمال ارهابية لايقاف عجلة الحياة وتثبيط مسيرة عملنا فلن يفلحوا في كسر ارادتنا والنيل من عزيمتنا في التصدي لهم وافشال مخططاتهم الرامية إلى تدمير سورية. ويصف خالد أحد سكان ساحة سعد الله الجابري حلب بالمدينة الحزينة التي تنزف وتبكي على ابنائها وعلي معالمها التاريخية. يدعون الاسلام ويضربون منابره بهذه الكلمات يشير أبو محمد إلى العدوان الاثم والمتكرر الذي تعرض له الجامع الاموي وعدد من المساجد والكنائس في حلب وغيرها من المحافظات السورية من قبل الارهابيين خلال الاشهر الماضية والذي يأتي في اطار الاستهداف الشامل لكل عناصر الحياة والحضارة والتاريخ التي تمثلها هذه المدينة مبينا أن الجامع الاموي الكبير له قيمتان هامتان مادية ومعنوية بالنسبة للسوريين والاخيرة ما تفتقده جميع مشيخات الخليج التي تحاول الانتقام من كل شيء يدل على الحضارة. وبينما ليس للارهاب سوى رسالة واحدة هي الموت والدمار فان لسكان حلب رسالتهم أيضا التي تؤكدها السيدة رائدة من سكان حلب سنرمم ما يخربه هؤلاء الارهابيون لكي تستعيد أسواق حلب القديمة حركتها المعهودة كما كانت سابقا وان أي انسان مهما كان دينه ومعتقده فلن يقبل بتدنيس او هدم او تخريب أي بيت من بيوت العبادة على اختلافها. ويوضح مدير الاثار والمتاحف في المدينة يوسف كنجو أن الاضرار التي لحقت بالمواقع الاثرية نتيجة الاعتداءات الارهابية غيرت الكثير من ملامحها معبرا عن خشيته من عدم التمكن من اعادتها إلى صورتها السابقة اضافة إلى فقدان بعض من القيمة الاثرية. ورغم استمرار محاولات المجموعات الارهابية الحاملة للفكر التكفيري القاعدي لن تستطيع محو آثار وتراث حلب ومعالمها المقدسة التي صمدت الاف السنوات بوجه مئات الغزوات وبقيت رمز شموخ وعز جميع السوريين الذين أعلنوها صراحة بأنهم بارادتهم القوىة سيعيدون بناء كل ما خربه الارهابيون من جوامع وأسواق ومبان ومنشآت كي تبقي حلب كما هي مدينة الاصالة والتراث. |
|