تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


رئيسة مجلس أمناء «نوستيا»: نبني جسراً بين العلماء المغتربين اللامعين وبلدنا الأم سورية

مجتمع
الاثنين 27-7-2009م
لينا ديوب

في المجال العلمي كما بقية المجالات الأدبية والفنية تفوقت المرأة السورية وسجلت حضورا فاعلا ومثمرا، كباحثة ومساهمة في تقدم مجتمعها أو أي مجتمع آخر تعيش فيه،

لذا لم يكن غريبا أن تعلق الدكتورة أيسر مهايني على انتخابها مؤخرا كرئيسة لمجلس أمناء نوستيا(شبكة العلماء والتقانيين والمجددين والمبتكرين السوريين في المغترب) بالقول: إن حضور المرأة السورية في المجال العلمي ليس جديدا، وكذلك حضورها الاجتماعي والمؤسساتي ، صحيح أن هناك حالة مد وجزر تتقدم أحيانا وتتراجع أحيانا أخرى، لكن لم يكن هناك شيء مؤسساتي ضد تواجد المرأة بالمناصب العليا ومنذ أن وعيت على الدنيا أعرف أن في سورية وزيرات وممثلات في المجلس النيابي، وبعدها في مجلس الشعب، وهذا يعني أنه ليس غريبا في سورية أن تصل المرأة الى أعلى المراتب العلمية والادارية.‏

وتتابع الدكتورة مهايني في معرض اجاباتها على أسئلة الثورة عن عملها في نوستيا ومساهماتها في بلاد الاغتراب بدعم قضايا المرأة العربية حيث تضيف : أنا عضو مؤسس من سنة 2001 وكنت نائبة رئيس مجلس الأمناء حتى 2007، والانتخاب هذا هو اعتراف بالعمل والالتزام، كما يسرني ثقة زملائي بي وبالتزامي وهذا شيء رائع، وأرجو أن أكون على مستوى الثقة وهذا يدفعني للعمل على إرساء أسس نوستيا كمؤسسة تعمل وتبني جسراً بين العلماء المغتربين اللامعين وبلدنا الأم سورية بشكل يمكن ان تستفيد من خبراتهم وعلمهم، لأنهم طاقات بشرية هائلة، ولهم سمعة علمية عالمية رائعة بسبب مستواهم العلمي العالي جدا وهدفنا استفادة سورية ومساهمتهم ببناء سورية الحديثة.‏

أما عن نوستيا وعملها خلال الفترة الماضية فتحدثنا: البداية كانت صعبة مثل كل بداية وما جعلنا نتجاوز الصعاب هو العناد الشديد لبعض الأعضاء الذين أشكرهم من كل قلبي وسورية تشكرهم ، وماحققناه كان رائعا ضمن الشروط التي أتيحت لنا والتي لانزال نعمل لتحسينها، وقد عملنا بالمعلوماتية لدرجة اعتقد الناس أن نوستيا للمعلوماتية فقط لأنه بالصدفة كان عدد كبير من أعضاء نوستيا يعملون بالمعلوماتية والاتصالات، وهنا لاننسى أن المعلوماتية أداة وليست علماً بحد ذاته ، بقدر ماهي أداة لكل العلوم ولكل الاتجاهات ، فنظمنا محاضرات ومؤتمرات على مستوى عالمي منها المعلوماتية من النظرية الى التطبيق، كانت بالاشتراك مع المدرسة العربية للعلوم والتكنولوجيا ، والمعهد العالي للعلوم والتكنولوجيا الجمعية المعلوماتية وطبعا نوستيا، والمدرسة العليا للاتصالات في فرنسا وهي أول مدرسة لتعليم الاتصالات في فرنسا وأهم المدارس الأوروبية ، والمؤسسة العالمية العلمية مدرسة الالكترونيات والكهرباء التي هي معروفة بأن جميع المؤتمرات التي تدخل فيها على مستوى عالِ جدا من العلمية والتقانة، هذه المؤتمرات نظمناها بفضل الدكتور باسل سليمان أحد مديري المدرسة العليا للاتصالات الفرنسية وهو المنظم لثلاثة مؤتمرات عالمية أدخلت لسورية أكثر من ألفي عالم في فترة كانت سورية تعاني من الحصار السياسي والتكنولوجي والتقني، وكل الأشخاص الذين قدموا الى سورية رأوا أن سورية ليس كما يقال لهم في الاعلام الخارجي بأنها بلد الارهاب وبأنها بلد متخلفة ، أي حققنا كسباً على مستويين الأول أن العلماء المغتربين أحبوا العودة بعمل أطول من مؤتمر أو استشارات ، والثاني حبهم لسورية وثقافتها وشعبها المضياف.‏

ويمكن القول إن المبادرات التي قامت بها نوستيا هي محفزة للبحث العلمي في كل المجالات التطبيقية للمعلوماتية كالصحة والادارة، أي كيف يمكن للدولة أن تدير أمورها بالمعلوماتية ويكون تواصلها مع الشعب عن طريق المعلوماتية أيضا المعلوماتية كعلم كيف نعلمها واستخدامها في التعليم عن بعد وتحسين التعليم عن بعد ، حتى بالنسبة للصحافة والتلفزيون تحسين الصور، التصوير الرقمي أي كل ما يمت للمجتمع الرقمي بصلة كان مطروقاً بهذه المؤتمرات ، والمؤتمرات الثانية عن البرمجيات ذات المصادر المفتوحة التي تسمح للبلد بتوفير كم كبير من الدولارات التي تدفعها للشركات الكبرى مثل أوراكيل وآي بي أم واتش –بي للبرمجيات ، بينما نملك امكانية في هذه البرمجيات أن نشتريها مرة واحدة ثم نطورها ونستفيد من تطويرها ، عملنا أيضا مبادرات على ادارة المياه واستصلاح المياه من ناحية الري مع الايكاردا مع الآيدي آر تي، ، و عن استصلاح النفايات الصلبة ، وعن حماية البيئة، وعن الطاقات البديلة وأجرينا عدة لقاءات مع المسؤولين بخصوص الطاقات البديلة ، الا أن الأمر الأساسي فهو ماجستير الاتصالات الذي تم بين جامعة دمشق، والمدرسة العليا للاتصالات في فرنسا حيث يأتي الأساتذة منها ويدرسون هنا.‏

والآن دخلنا في مرحلة جديدة من العمل وهي كيف سنعمل بشكل أعمق في البداية بناء القدرات البشرية، و نشر المعرفة ، والمساعدة على نشر علم معين، لكن الآن لابد من تعميق العمل أكثر مع المؤسسات السورية، عن طريق ورشات عمل تهم الإدارات الحالية والتي تتطلبها مرحلة البناء الحالية بمساعدة خبراء من نوستيا وأصدقائها في المغترب، فسورية تختار مسارها ونحن نقدم خبرات قد لاتكون اختيرت من قبل.‏

أما عن الوجه الاجتماعي للدكتورة مهايني فتقول: أنا من داخل قلبي عربية وسورية ولم أنس قضايا مجتمعي ومنها قضية المرأة ، وأي مس ببلادنا يشعرني بألم شديد، وكما يعرف الجميع الاعلام الغربي يعطي أبشع الصور عن حضارتنا وأنا أساهم بتحريك جمعيتين في فرنسا هما (أفاميا) و( الثقافة المترحلة)، لاحياء ذاكرة المغتربين أولا حول مجتمعهم وتاريخهم، ولنعرف الآخر بثقافتنا وتاريخنا ،أي للجالية العربية وللأجانب أيضا، وخصصت جزءاً من عملي للمرأة العربية من منطلق أن المرأة هي التي يجب ان تعطي لنفسها أدواراً اجتماعية مختلفة فتتعدى تربية الجيل ، علما ان تربية الجيل مهنة أساسية وأسميها مهنة ليس بالصدفة لأنه شيء أساسي، لذا أن تعامل المرأة كمواطنة كاملة الحقوق والواجبات ، فيجب أن ننتهي من جريمة الشرف القتل ويجب أن لايكون اي شيء مخففاً كذلك الاغتصاب قضية نعمل على مناهضتها لأنه استضعاف النساء والطفلات وهذا شيء عالمي ويجب أن يكون هناك تعاون عالمي حوله، ونتابع ما يتم عمله في بلدنا على كل ما يطور مجتمعنا.‏

بطاقة تعريف: أيسر عزت مهايني درست في جامعة دمشق علوم- فيزياء- كيمياء ثم دكتوراه في الكيمياء في خواص منتجات البترول في فرنسا، حاولت التخصص بالمعهد العالي للبترول في فرنسا ورفضت لأنها امراة بعد العمل لسنوات في مجالها،عا دت الى الجامعة لتدرس المعلوماتية ومنذ ذاك الوقت تعمل في المعلوماتية كمستشارة ثم مديرة مشاريع معلوماتية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية