تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


والمزج اصطفاء

رسم بالكلمات
الأثنين 27-7-2009م
أحمد عبد الرحمن جنيدو

أتلو بعينيك الحياة،

كأنني حلم يداعب آفلاً،‏

حلم يعانقنا،‏

طفولتنا تلون من مقاطعة الحياة،‏

وغرّدت أجزاؤه في لمحةٍ،‏

وتوالد الحب العظيم من الضياء.‏

أتلو بعينيك الغد المجهول،‏

أرسم ضحكتي فصلاً،‏

يعيد مراسم البوح الجميلة في فم الأطيار،‏

أو يسترجع الأنسام من عنف الهواء.‏

أتلو بعينيك الأماني‏

والحكايات القديمة،‏

موقد الخبز،‏

الحصاد،‏

وثورة الأرض الأليمة،‏

رقصة الأولاد، أشجان الغناء.‏

يا صرخة الذكرى أفيقي،‏

هذه الأنوار من عينيّ تذوي،‏

لا يجلدني الحنين،‏

سيعبر الوقت اقتلاعي،‏

يذهب التاريخ،‏

يكتب من شفاه الحسن أسطره الأصيلة،‏

أقرأ التاريخ من عينيك،‏

والآتي سواء.‏

أتلو مراجع قصّتي،‏

أنت البداية، والفصول‏

ومسرح الأحلام،‏

واللعب الصغيرة،‏

والحماقات الكثيرة،‏

صورة التعريف، تكوين الشجون،‏

تأملات في سماء.‏

طير يعاند ضرب ريح القهر في زمن الفراق،‏

يعيد سلسلة الترابط والإخاء.‏

أتلو بعينيك الحقيقة،‏

إنني وطن كبير،‏

يحفظ الأشعار في وحيٍ،‏

ويرجع طلة الأبطال من سيفٍ.‏

أتلو بعينيك الفروض،‏

ولحظة الإبداع في صور تحاصرني،‏

فأرفض مقتلي في عيدك المسفوح،‏

أقرأ خافقي بيديك،‏

شمس تواجدي،‏

يا شمس عمري هذه اللحظات سارقتي،‏

وسارقها دم دون اكتفاء.‏

لن أرحل الآن اعتراضاً‏

كل ثانيةٍ على الأحباب في البعد احتضار،‏

لا تغيبي عن عيوني،‏

أرسم الأيام في شفتيك عطراً،‏

حلمه المنساب فوق يدي‏

خيارات القضاء.‏

أتلو بعينيك الخواطر كلها،‏

وأحبُّ موتي عاشقاً ذاك البهاء.‏

أتلو بعينيك المزايا والصفات،‏

فأشبع النفس الحزينة كبرياء.‏

أنت التي زرعت حياتي فرحة،‏

أنت التي رقصت‏

يعزف الماء والإيقاع‏

في مطر التصاق الروح للأبدان‏

والمزج اصطفاء.‏

أتلو بعينيك التسامح من شروق العمر،‏

حين يغادر العصفور أوطان الشتاء.‏

فرحاً بوصل القطع في الأحشاء،‏

أو ترميم ألوان الغباء‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية