|
رسم بالكلمات من أنت أيها الغريب؟ أراك دائماً حين أنام! تمشي فوق خطواتي في ذات الشوارع، ولا ذكرى ترسمها في عيون السائرين؟ تحملني في حقيبتك دفتراً وبعض سطور عن تلك التي تحمل طفلتها لتصرخ: «أعطِ مال قيصر لقيصر»، وعن ذلك الأعمى العجوز والعصا المتكسرة. وفي الحقيبة ظلمة سوداء تعطيك أفقاً في مدارك العتمة، فهل تعطيك ريشاً كي تطير من الفراغ إليّ والناس؟ يشبهون اليأس في شبه التوائم للتوائم. كلّ يغني ليل أنثاه ولا ليلى لديك الربّ مولاهم ولا مولى لديك والروح ذكراهم ولا ذكرى لديك فانثر ضبابك فوق حزن الأرجانوس، واصطبغ لونا لسنبلة تموت. هل كنت جنيّا فاختلطت بالأنسي فيّ، وتهجن طلل النور بلاشيء؟ أين أنت؟ ونحو ماذا؟ يملك الراحل من زماني نحو شيئك، كيف تمتص مائي لتجعل مني رقماً؟ لدي كلماتي الحسنى، فخاطبني كما الذين يلوكون عقولهم بأسنان الورود لهم دينهم ولي ديني. أغني وأتلو هاجسي للانحدار إلى كمال الليك، فترتئيك الأنثى على رائحة دخان العوادم، يمتد الفضاء المسوّد بطول فترة الشغف، فيسوّد الماضي، ليواكبك بحاضر جديد رمادي التشكل. وفي أينك منك، سؤال يتبادر كاشتهاء الطعام، فأيني؟ فيها، أم هي ارتاحت بأحدى الأضلاع، فأنكرتك مخلوقات البرّ التي رُبيت معها، واستعجلت الرحيل نحو أوان جديد، يعرفك فيه القرين بختم الحَمَل المقدس. وها هي الأنثى، تخدعك وتجزّ شعرك، وتسألك: أين صليبك؟ فتثيرك الدهشة وتكتشف الثقل على كتفيك، فالوله عقدة وصراع بين علبة الكريم والشعر والثوب المنمق. ومن جديد تمتد يد الأنثى إلى عنقك مبسوطة كلّ البسط لتطبق مرة أخرى، ويعيدك التنفس الاصطناعي إلى الحياة من جديد. فلا يمتهنك البقاء حين ترحل من ذاتك نحو غيب غيرك، يثنيك العزم باتجاه آخر، يرمي شيئك الغامض نحو الكشف، ويوحي لك بالوحشة، أو بشكل يشبه طيف الشبق، ويتحول فيك الحلم لملموس لامس كينونته الإثنينية فشفّ، وأسكر باطنه بنكهة الانثى. كنت هادئاً عندما تقلب الطقس الغرامي، وتحوّل العميق إلى خيبة طفت على السطح فالتمس عليك الرجوع إلى الأمام، ويبست نظرياتك المادية، فإذا أنت نفيتَ نفيك لن تصبح مثبتاً. وانكص إلى السالب من جهات التطور حلمك، ووقعت ليس كما ظننت إلى أعلى، بل إلى أسفل! ولكن أنقذتك شهرة معاوية أخرجت يدك من جيبك الفارغ، فلم تخرج بيضاء، إنما كان بها برص من غبار الحب. أثمرت عن معنى حين رصدت اليقين، وجسدته في الضلع التي سحبتها من الشمال، وحين استمرت تتجه للشمال، حاولت أن تعلمها اليمين فاختلطت عليها الجهات، وتحولت إلى غراب ينذر بآخر الطريق. فهل كنتَ نفسك يوماً ما؟ حين أخذتك نصفك باتجاه المكان الممنوع، وفي طريق العودة أنكرك مكانك الماضي فصرت أنتَ اللامكان، وتاه فيك المعنى نحو حماقة القلم. الناس مادتك العجيبة حين حولتهم إلى أطروحة أمامهم فأنكروك كديالكتيك جديد.. فضعت، وهمست في أذن المثالي: خذني كي أكون مادتك فيراك الجميع دون عناء. حول قبر حورس بقيتَ أياماً تعيد تركيب الجسد المتكسر.. شيم طيف مبادئ، وطوائف يطوف بقاؤها عليك، فتعيد تكرارها إلى أن تصل للاشيء للصفر الأخير في اللانهاية حيث تكون أكبر من الواحد. أنت الأول صفر أنتج هذا الواحد ودونه أنت لا شيء.. |
|