|
رسم بالكلمات لكن السؤال : ما الذي يميز الصفحة الثقافية في صحيفة محلية ما عن الصفحة الثقافية في صحيفة محلية أخرى ؟ أظن أن الجواب هو ما تقدمه الملاحق الثقافية المرادفة للصفحات الثقافية الداخلية , و قد أثبت ملحق الثورة الثقافي منذ بداية السبعينات فرادته في استقطاب أغلب كتاب سورية المتميزين, و المفكرين العرب البارزين الذين جعلوا من هذا الملحق منبراً ثقافياً حراً لأغلب الأقلام العربية, التي كانت تبحث عن حريتها و ملاذها فوجدتها فيه, ومازال الملحق يقدم لقرائه ما يمكن تقديمه من مواد فكرية و ثقافية و إبداعية متنوعة , و بالنسبة لرعاية الأقلام الجديدة القادمة أثبتت صفحة رسم بالكلمات التي تديرها القاصة سوزان إبراهيم قدرتها على استقدام أقلام شبابية مبدعة تحاول تخطيط طريقها,و تشكيل ملامح تجربتها عبر نصوص شعرية و أفكار قصصية, وإثبات جدارتها من خلال تناولاتها المثيرة لقضايا إنسانية, وحياتية تصوغ بؤرة تجربتها و إبداعها, ورغم مرور سنة على ولادة هذه الصفحة, مازالت تقدم لقرائها أسماء جديدة و نصوصاً جديدة تعبّر عن نفسها بثقة و شغف كبير, وفي جردة حساب نقدية بسيطة لمشوار هذه الصفحة التي أكملت سنتها الأولى ندّون بضع ملاحظات نراها من وجهة نظر نقدية تصب في صالح استمرارية هذه الصفحة و بقائها قوية, ومحصَنة من الفشل, والتوقف كالكثير من مشاريع ثقافية ولدت معاقة و ماتت برهة ولادتها: خاضت صفحة ( رسم بالكلمات ) امتحانها الأول مع نشر بعض كتابات شعرية لأسماء عرفتها الصحافة السورية و يعرفها معظم القراء المتابعين للمشهد الشعري ككتابات ( رولا حسن و محمد المطرود و باسم سليمان ) و قد يكون هذا الامتحان بداية مد جسر بين الشعراء السوريين, و بين الصفحة, لكن سرعان ما غابت هذه الأسماء الشعرية, لتحضر أسماء قصصية فرضت بعض القصص المنشورة تميزها و فرادتها, و أصبحت تتواجد بشكل متقطع, و كل ذلك على حساب المادة النقدية التي لم تحظ بالرعاية إلا في الأعداد الأخيرة التي أصبحت نشطة مع كتابات بعض أسماء نقدية متابعة للمشهد الثقافي عن قرب . و إذا كان لا بد من إضافة ما إلى خريطة هذه الصفحة الثقافية التي أصبحت الوحيدة مع الأسف نتيجة عزوف أغلب الصحف المحلية عن فتح صفحات خاصة بالكتابات الجديدة القادمة , فهذه الإضافة تتمحور حول قصر بعض النصوص الشعرية , فغالبية النصوص المنشورة لا يتعدى عدد كلماتها 80 كلمة أو أقل, وهذا القصر لا يعطي للقارئ حق حكم القيمة على النص, بالإضافة الى الظلم الذي يلحق بالشاعر بنشر مقطع أو مقطعين له لا يشفي غليل معنوياته, و حق تجربته في الظهور الكامل . أضف الى ذلك التوزع اللامتجانس للنصوص ضمن الصفحة , فالنصوص الشعرية تتشابك مع النصوص القصصية دون أن يكون هناك لمسات فنية على أيقونات كل مادة على حده, يبقى أن أقول إن على مشرفة الصفحة أن تستعين بأحد الرسامين أو الفنانين التشكيليين الذين يضفون عادة لمسات تشكيلية على الصفحات الثقافية, و يجعلونها أكثر جمالية و شداً للانتباه و القراءة . |
|