تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


وقفة سريعة في محطة أولى

رسم بالكلمات
الأثنين 27-7-2009م
عبد الكريم الناعم

حين أَقحمتُ نفسي ، أو أُقحمت ، بطريقة غير مباشرة ، استدرجني إليها ، صديقي معتصم دالاتي ، عن غير قصد ، ودون أيّ علم له بذلك ، غير أنني أعلم أنه يفرح لمثل هذه الورطات التي ليس فيها أيّ ضرر ،

وأكملتْ (النُّقل) بما يلزم ، معدّة الصفحة ، وعذرا منها لهذه المباسطة ، فقد كنت أنا الباديء ، فدخلت في مساحة كنت أتابعها قراءة لأكون على تواصل مع إبداعات الجيل الشاب ، ولأقرأ كيف يفكّر هذا الجيل ، وكيف يكتب ، ولأنتشي بالجيّد الذي يثير الانتباه ، ويشيع فرح الإبداع في القلب ، دلفت إلى الصفحة (مُداخلاً) ، وحين طلبت مني السيدة سوزان إبراهيم أن أبدي رأيي ، إن كان لديّ ماأقوله في هذا المجال ، بمناسبة مرور عام على صدور صفحة رسم بالكلمات ، لم أختر الاعتذار لعدّة أسباب ، يأتي في مقدّمتها احترامي للجهد المقدَّم ، وللرغبة الطيّبة في إنجاز شيء إيجابي ، وبهذه المناسبة أستطيع القول: إنني تابعت هذه الصفحة منذ بدئها ، فأنا أقرا الصحف الثلاث يوميّا ، فأستمتع بما يمتع ، وأظلّ على صلة بالمجريات الأدبية ، وقد أقرأ شيئا جميلا يوقظ فيّ بهجة الخلق ، وكي أكون دقيقا أعترف أنني غالباً ماكنت أقرأ الشعر ، وقليلا ماذهبت لغيره ، بسبب ضيق في الوقت ، فذلك الأفق هو الأفق ألأرحب ، والأحبّ ، بالنسبة لي ، وقد قرأت بعض المقالات ، أو التغطيات النّقدية ، وأقول :إنني قرأت قصائد لشعراء تؤهّلهم قصائدهم لأن يكونوا في الصفوف الأولى من الشعر العربي المعاصر ، وأتوقّف عند هذه النقاط :‏

1- الذي قد لانختلف فيه أنّ معدّة الصفحة لم تكن منحازة لشكل شعريّ على حساب شكل آخر ، مع العلم أنها تكتب « قصيدة النّثر « بحساسية خاصّة ، ولها سعيها الواضح من أجل امتلاك صوتها الخاص ، وذلك نزوع مشروع ونبيل ، وهو طموح كلّ أديب ، إضافة لكتابتها القصّة القصيرة ، فهي لم تسحبها أمواج الإنحياز غير الموضوعي ، فكانت تأخذ القصائد مكتوبة على أكثر من نظام ، وكما لاحظت فقد كان الميزان الأوّل عندها هو جودة النصّ ، بعيداً عن المعايير الأخرى التي قد تقود من ينجرّ إليها إلى إلغاء الآخر ، أو اغتياله ، أو تغييبه ، لأنه غير موافق لموازين المزاج ، هذا إن كان للأمزجة موازين صالحة ، أو معتبَرَة ، فكان أن قرأت نصوصا شعرية حقيقية ، هي في معظمها ، لأسماء أعرف بعضها من خلال المتابعة ، ولآخرين لم أكن قد قرأت لهم من قبل0‏

2- يمكن أن يقرأ المتابع بُعْدَ معدّة الصفحة عن الشلليّة ، حتى الآن ، وأظنّ أنها لن تنزلق ، أقول هذا شبه واثق لما لديها من تجربة ، كما أتمنّى لها أن تستمرّ في النّأي بنفسها عن كلّ ماقد يجرح علاقتها الطيّبة بالآخرين ، لأنه أحد مقاتل الأديب ، بما فيه من ضمور إنساني، وتشويه ، وأن تحافظ على ابتعادها عن منطق الشلليّة ، ذاك الدّاء المدمّر، وأن تظلّ قادرة على نصب الجسور، لما لها من انعكاسات على الصفحة ذاتها ، وهو سلوك أرجو له أن يستمرّ أيضا رداً على ذلك الحضور غير النبيل في التعامل مع النصّ الأدبي ، لدى من لسنا بصدد ذكر أحد منهم ،لأنّنا حصدنا ، وما زلنا نحصد الهشيم من تلك الآثار غير الطيّبة ، منذ أكثر من ثلاثين عاما.‏

3- نقطتان فنّيتان أتمنى لو تحظيا بالإهتمام ، على الرغم من معرفتي بالأسباب ، أولاهما : تلك الطباعة بالحروف الصغيرة التي تحتاج إلى عيني زرقاء اليمامة ، والثانية أقدّمها بصيغة المتسائل ، تُرى هل تكفي صفحة واحدة كل أسبوعين لمثل هذا المشروع ؟‏

كلّ التمنّيات الطيّبة بمزيد من النّقاء في التعامل ، وهو أحد مفاتيح النجاح بجدارة .‏

al_naem@gawab.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية