|
هذا جولاننا هي قرية جميلة كجمال جولاننا الحبيب ذي الطبيعة الخلابة، والتي يكاد يتفرد بها عن غيره من بقاع الدنيا. قرية لها تاريخ عريق في مقاومة الصهاينة قبل احتلال 1967، الصهاينة الذين كانوا يحاولون اختراق حدودنا آنذاك لكن صمود أهلنا الذين كانوا يقيمون على مقربة من حدود فلسطين المحتلة كان يفشل كل المحاولات وتعود القوات الغازية من حيث أتت.. هذه القرية كما باقي قرى الجولان الحبيب تعرضت للتدمير من قبل القوات الصهيونية عام 1967، لأن هذه القوات تريد قرانا خالية من سكانها، هذه هي السياسة الصهيونية العدوانية..
قريتنا اليوم هي قرية «كنف» تقع شرق بحيرة طبريا شمالي وادي دير عزيز وجنوب وادي عيون حمود، إلى الجنوب الشرقي من قرية البطيحة بـ 5 كلم، قسم من القرية الحديثة أقيم على أراضي خربة قديمة عثر فيها على مقابر ومعابد وأحجار عليها كتابات رومانية وبيزنطية وفارسية وإسلامية قديمة. في عام 1885 زار كنف المستشرق والباحث البريطاني «لورانس اليفانت» خلال بحثه عن الآثار في مدينة طبريا، واكتشف عدة منحوتات أثرية قديمة تعود إلى العصر الروماني، وفي خربة كنف مخزن حجري للحبوب، في الجهة الغربية للقرية، وفي عام 1932 أجريت في القرية عدة حفريات أثرية أثمرت عن اكتشاف آثار جديدة تعود إلى العهد الإسلامي والفارسي. سكنها الفلاحون منذ القدم لخصوبة أراضيها الزراعية، ووفرة ينابيعها مثل «عين التينة في جنوب القرية،وعين النشيب وعين كنف التي عثر فيها على سرداب طويل والعين الشمالية، وكلها مبنية من القناطر الحجرية المزخرفة، وبيوتها كانت من الحجر الأزرق والحجر الروماني القديم وسقوفها بنيت من الطين وأعمدة الخشب، اشتهر سكانها في زراعة الحبوب والخضار المبكرة، إضافة إلى تربية الماشية والأغنام والأبقار الجولانية المشهورة، وعمل العديد من رجال القرية أعمالاً تفيدهم تتبع إدارياً إلى المنطقة التي تعرف باسم «الزوية» وتضم عدة قرى ومزارع منها: عين حمود والقصبية وقريز الواوي، وقد كان مختار هذه القرى من عشيرة الذياب إلى ماقبل الاحتلال الصهيوني للجولان في حزيران عام 1967، ومنطقة الزوية تتبع إدارياً إلى ناحية البطيحة، وفي فترة الوحدة السورية المصرية نجح أحد أبناء قرية كنف في الوصول إلى عضوية البرلمان السوري ممثلاً عن منطقة الزوية والجولان وقد تعلم عدد من أبناء القرية في مدرسة قرية القصبية المجاورة، أشرف عليها معلم من عشيرة الزنغرية وقد تخرج على يديه من القرية أول أكاديمي في المحاماة ومن أبرز العائلات التي سكنت قرية كنف وجميعها من عشيرة الذياب التي ساهمت في عمران منطقة الزوية وتقدمها وخرج منها رجال ساهموا في قيادة المنطقة ومحافظة القنيطرة وشاركوا في الثورة ضد الاستعمار الفرنسي على سورية. سكان قرية كنف الذين بلغ عددهم حوالى 300 نسمة اضطروا إلى النزوح عن قريتهم إبان عدوان حزيران عام 1967. أبناء كنف اليوم ينتظرون يوم العودة القريب والقريب جداً. |
|