تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


جــــولات ميتــشل

حـــدث و تعــليـق
الاثنين27-7-2009م
حسين صقر

رغم كثرتها وتنوع وجهاتها وتعدد الرسائل التي تحملها،

إلا أنه حتى الآن لم تعط زيارات المبعوث الأميركي جورج ميتشل إلى المنطقة نتائج حاسمة ،بسبب الفعل الإسرائيلي بالمشهد الدبلوماسي ،واستهانة حكومات التطرف والعنصرية بالمساعي والجهود الدولية الموظفة لخدمة القضايا العالقة في الشرق الأوسط.‏

وبعودة سريعة لخطة ميتشل عام 2001 التي تبنتها الإدارة الأميركية السابقة وتم تضمينها في مشروع «خارطة الطريق» وكان نصيبها الفشل ،نرى أن فشل المهمة التي يكلف ميتشل نفسه بالمجيء من أجلها،وإعطاء دفع جديد لمسار السلام المعطل ، بات قاب قوسين أو أدنى، إذا ما استمرت حكومة بنيامين نتانياهو على نفس النهج، وبذلت أقصى قوتها لشد اللحاف نحوها كما تفعل عادةً.‏

لكنه وعلى الرغم من مساحة التشاؤم المشاعة حالياً، إلا أن الحقيقة تبقى والوهم زائل، والتوجه نحو تحقيق السلام العادل والشامل بدأ يأخذ مكانه بقوة الإرادة وصدق الحجة والموقف، مهما حاولت إسرائيل القيام عكس ذلك، فواشنطن «يبدو» أنها متحمسة لتحقيق نتائج إيجابية من وراء سياسة الانخراط التي تبنتها إدارة أوباما في حل مشكلات مضى عليها عدة عقود، والدعوات الدولية تتزايد يوماً بعد يوم لممارسة الضغوطات على إسرائيل للامتثال للقوانين والشرائع الدولية، إضافة للجدية السورية وأطراف الصراع الأخرى المتأذية من السياسات الإسرائيلية العدوانية والمتعنتة بتحقيق السلام العادل، وما علينا إلا انتظار ما ستأتي به الأيام القادمة.‏

أما زيارة المبعوث الأميركي إلى دمشق فهي بلا شك لمواصلة الجهود الرامية لإذابة جليد العلاقات التي أصابها الجمود خلال فترة الإدارة السابقة، وسادتها الضبابية بسبب فهم تلك الإدارة الخاطئ للمواقف السورية، في كافة الميادين وعلى مختلف الصعد، ولابد من تصحيح مسار هذه العلاقات إذا كانت الإدارة الحالية جادة بالتوجه نحو بناء جسور التواصل والحوار مع الأطراف العربية والإسلامية في المنطقة، والوقوف على المطالب الحقيقية والمحقة لها والمتمثلة بما طرحته من حل للدولتين وإنهاء للاحتلال، لأن هذا بالنتيجة يضمن أمن المنطقة ككل ويلبي مصالح الولايات المتحدة والعالم.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية