|
الافتتاحية العالم كله يحتاج إلى السلام، نحن في وسط العالم وقد حكمت علينا الجغرافيا بسنين طويلة من الحروب، لعلها استهلكت العمر كله.. منذ فجر التاريخ النزاعات والغزو والاحتلال.. المقاومة والنصر ودحر المعتدي.. كلها حروب تسكن هذه المنطقة.. أما آن لها أن تستريح..؟! لنا كل الحق أن نُخرج همسة ميتشل في ختام تصريحه إلى إطار الأمل.. بل الانتظار: «سورية بلد مبارك بشعب ذكي وتاريخ طويل ومؤثر، وهو بحاجة مثل كل دول المنطقة إلى سلام حقيقي ليحقق أهدافه الكاملة». وتماماً، كما حدد السيد الرئيس بشار الأسد لدى استقباله السيد ميتشل.. فإن هدفنا عبر ثوابتنا الوطنية الواضحة للعالم كله هو تأمين الحقوق العربية في استعادة الأرض المحتلة، من خلال تحقيق السلام العادل والشامل، المستند إلى المرجعيات، وقرارات الشرعية الدولية، ومبدأ الأرض مقابل السلام. نحن مقتنعون أيضاً أن السلام في المنطقة التي هي قلب العالم يخدم كل العالم.. وأكثر ما يخدم الولايات المتحدة الأميركية.. ونعتقد أن الإدارة الأميركية الجديدة ومن باب حرصها على مصالحها تُظهر رغبة وترسم إرادة وتمدّ يداً لمساعدة مشروع السلام.. إن الولايات المتحدة تعلم جيداً أنها كلما اتجهت النيات لديها باتجاه السلام تلتقي بالنيات السورية على الفور.. وكي يدخل البلدان في مرحلة تجسيد النيات حقائق على الأرض يجب أن نبدأ من الصدق وجرأة القرارات التي لاتحتمل التأجيل. المبعوث الأميركي يرى أننا جديرون بالسلام، وأننا نسعى له، وأن دورنا كبير فيه.. ونحن ننتظر بوابات تجسيد هذه الرؤية على الأرض أن تنفتح واحدة وراء الأخرى.. نحن «البلد المبارك والشعب الذكي صاحب التاريخ الطويل» ما زلنا نرزح تحت العقوبات الأميركية التي صدرت دون أي مبرر... ولم تفد أحداً.. ومازالت علاقات الدولتين تشكو من الخلل الذي تريد إدارة الرئيس أوباما إصلاحه.. وتنتظر سورية أن تتحقق هذه الإرادة. إن قيام علاقات ندية على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة ووضع أسس صلبة لبحث الأهداف المشتركة بين البلدين «وهو ما عبّر المبعوث ميتشل عن رغبة إدارة الرئيس أوباما به» يعتبر أحد أهم أركان قاعدة التحرك من أجل مستقبل علاقات سورية – أميركية جديدة وقيام السلام في المنطقة والعالم. وبالتفاؤل نستقبل ونودع وننتظر!!. |
|