تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


السوريون... من كان هدفه نبيلاً ... فوسيلته بالضرورة أنبل

شؤون سياسية
الأحد 17-3-2013
 بقلم: نبيل نوفل

بعد كل الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية ،التي يرتكبها المجرمون،وأدوات المؤامرة ،والعمالة، والتخلف ،والتطرف، والتكفير، لم يعد مسموحاً القول :إن من يرتكب الجرائم ،ويقتل الشعب ،ويدمر البنية التحتية في سورية ،هو صاحب مشروع وطني، وأنه معارضة ،ويهدف إلى مصلحة الوطن .

،بل إن من يطرح ذلك ،هو موضع شك من قبل أبناء الشعب الشرفاء ،ويهدف إلى كل شيء إلا مصلحة الوطن . ولم يعد مقبولاً من أحد يصنف نفسه معارضة وطنية أن لا يدين هؤلاء القتلة ،وبالاسم ،وبشكل واضح ،غير قابل للبس. لأن من يساوي بين القتلة ،وأبطال جيشنا العربي السوري ،هو أخطر من هؤلاء القتلة .‏

لقد آن الآوان للموقف الصريح ،لأن دم السوريين ليس معروضاً في سوق النخاسة ،ولا مطروحاً في مزاد علني , فلا أموال الدنيا كلها تعادل لدينا قطرة دم طفل من أبناء سورية ،فكل عروشهم ،ونفطهم ،لا يعادل حذاء جندي من أبطال جيشنا العربي السوري ،استشهد دفاعاً عن كرامة وعزة الوطن . لقد دعت القيادة في سورية إلى الحوار حتى مع أولئك الذين حملوا السلاح وعادوا لرشدهم وتخلوا عن الأعمال الإرهابية واعتبرت التراجع عن الخطأ فضيلة اما الذين مازالوا يحملون السلاح فلا حوار معهم ،‏

فلا يمكن للحريص على مصلحة الوطن والشعب أن يدعو للحوار مع المجرمين المسلحين ،هؤلاء الخارجين على القانون ،القتلة . فلا أحد يملك مسامحتهم إلا الشهداء ،والشهداء استشهدوا وهم يقاتلوهم، وإنها لخيانة كبرى التفريط بدمائهم. فلا بارك الله بأي صلح يأتي على حساب دم الشهداء .فأصحاب هذا الطرح لا يهمهم لا الشهداء ولا الوطن ، همهم الوحيد تحقيق كراس في السلطة ،،ولو قتلوا مئات الآلاف من الأطفال والشيوخ والنساء .‏

إننا أبناء مدرسة المقاومة التي ورثناها عن أجددنا ،ونحفظ وصيتهم ، بأن الحياة بلا كرامة غير جديرة بأن تعاش ،وأن التفريط بدم الشهداء خيانة ، ونحن للأمانة حافظون .ونذكر القوى الداعمة للإرهابيين والعناصر المسلحة التي تقتل وتدمر في وطننا بأن حسابهم قادم ونحن لن نفرط بحقنا ،بل إن القوى الارهابية نفسها ستضربهم ،وتنقلب عليهم، وكما يقول شكسبير:‏

«إن من يعلم الآخرين دروساً في سفك الدماء عليه ان يتوقع أن يكون أولى تجاربهم في إثبات تعلمهم الدرس » لأن هؤلاء الإرهابيين سواء منهم مدعو الاسلام أو منتحلو صفة اليسار، والتقدم ،والعلمانية ، كلهم يعملون على تدمير الاسلام بالإسلام وتدمير أوطانهم . وهم بماركاتهم المختلفة خدام وأدوات رخيصة ،وبضاعة فاسدة، لها هدف مرسوم لها ،وهو تسميم الشعب ،وقتله ،ودب الفرقة بين أبنائه ، خدمة للمشروع الإمبريالي الصهيوني. الذي بات واضحاً ،ولم تستطع القوى الصهيونية نفسها التستر عليه .ولعل أبرز من فضح المشروع الأمريكي هي مجلة كيفونيم التي تصدرها المنظمة الصهيونية العالمية بقولها: «إن أمريكا تهدف إلى تفتيت كل الدول المجاورة من النيل إلى الفرات وهي الطريقة الأفضل التي تستجيب لأطماع الهيمنة العالمية للولايات المتحدة الأمريكية».‏

إن القوى التي تحلم أنها بزيادة أعمالها الإجرامية الإرهابية ،وارتمائها في أحضان قادة الغرب الإمبريالي إنها قادرة على إركاع شعبنا ،فهي واهمة. لأن شعبنا يربط بين الهدف وآلية تحقيقه فمن كان هدفه نبيلاً يجب ان يكون سبيل الوصول إليه أنبل وشعبنا يمتلك البصيرة التي تمكنه من الفرز بين الغث والسمين ولم تعد تنطلي عليه الأقنعة التي تخفوا خلفها . فقد سقطت الأقنعة ، وبان الوجه الحقيقي من المصطنع .‏

إن الحوار هو مع القوى الحقيقية الشريفة التي قرارها من رأسها ،وليس مع التي تتحرك بأوامر تأتيها من وراء البحار ،ولا من عفن دويلات الخليج المتآمر والتابع ،ولا من أوكار الاستخبارات الغربية والأجنبية . الحوار مع كل من يملك برنامج ،ورؤية واضحة تخدم الشعب، وتحافظ على قوة ومنعة سورية واستقلالها الوطني ومشروعها المقاوم . ونعتقد أن كل الحريصين على دماء السوريين وعزة وطنهم سيأتون للحوار ،هدفهم الوحيد وطنهم ومصلحة شعبهم , من اجل سورية اكثر قوة ومنعة .‏

فالسوريون قادرون على حل مشاكلهم بأنفسهم ،وهم ذاهبون للحوار الوطني رغم أنف الأعداء ،وعندما نقول الحوار الوطني ،يعني أنه سيجري على ارض الوطن ،وبأيدي وعقول وطنية . وكما نعلم ان الأيدي والعقول الوطنية لا تصنع إلا خيراً للوطن . ومهما حاول المجرمون والعملاء ارتكاب المجازر والأعمال الارهابية ،فإن نصر شعبنا قادم ،وسيعم الخير ربوع الوطن التي تعطرت بدماء شهدائنا الأطهار ،أما هؤلاء الخونة المرتزقة،فمصيرهم كما غيرهم عبر التاريخ ،هو مزبلة التاريخ . وشعبنا قادر على عزل القوى الحربائية التي تناور ،وتكذب ،وتماطل ،وتتحالف مع أعداء سورية التاريخيين .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية