|
البقعة الساخنة وخلال هذين العامين وماجرى فيهما من وقائع وأحداث لايمكن للمرء ألا أن يسأل أين كان هذا الحقد مدفوناً في صدور الأعراب الأدوات الرخيصة للمؤامرة الدنيئة.. كيف فاض شرهم دفعة واحدة هل امتلأت صدورهم بنتن حقدهم وطفح شرهم قتلاً وتدميراً ولم يعد بإمكانهم أن يتحملوا أكثر مما فعلوا..؟! بالتأكيد لم تكن البداية هي نقطة الأعداد لهذه المؤامرة أبداً، بل كان ذلك قبل عقود من الزمن وقد حان الوقت المناسب وتمت تهيئة الظروف للبدء بتدمير آخر أوراق الحق والقوة والمقاومة، ومن الطبيعي أن يكون نادي النعاج وبنك المال السابق والمهدور على ليالي اللذة والحرام في مرابع الغرب أن يكون الممول لأنه لايملك أن يرفض أو يتخذ موقفاًآخر أبداً، أما التخطيط الذي أعدته مراكز الدراسات الغربية ودوائر المخابرات لم يكن خارج خدمة الصهيونية وأهدافها، ولم يخف الساسة الإسرائيليون فرحتهم العارمة لما يجري في سورية، بل ذهب رئيس الكيان الغاصب إلى حد الدعوة إلى شن حرب عربية على سورية، وصحيح أن الحرب التي يديرها الأعراب ونادي النعاج قائمة وأدواتها على الأرض تؤدي الدور لكن الصحيح أيضاً أن هذه الأدوات لم تفلح في كسر شوكة صمود الشعب السوري أبداً، ولم تستطع أن تحقق شيئاً من الأهداف الاستراتيجية التي رسمت لها، ولذلك فإن تجليات التآمر الغربي على سورية بدأت تأخذ أدواراً جديدة، وتبدل أوراقها لعلها تفلح في تحقيق أشياء حقيقية على الأرض. وهنا يبدو الدور البريطاني- الفرنسي، الذي هو بالحقيقة استمرار للدور الاستعماري التخريبي الذي أدياه عبر استعمارهما الذي لم يترك الوطن العربي إلا أشلاء وأقاليم ممزقة من خلال الاتفاقية الشهيرة: سايكس- بيكو التي توزعت الوطن العربي وكأنه حصص من ميراث أبائهم، واليوم تعاد الكرة ثانية، وعلى مقربة من مرور قرن على تمزيق الوطن العربي ووعد بلفور المشؤوم، يجهد فابيوس- هيغ، لاستعادة الدور الذي كان وإعادة تمزيق الوطن العربي من جديد والغاية الأساس والهدف خدمة إسرائيل ومشروعها التوسعي الذي يريد تحويل المنطقة إلى دويلات مجهرية تدور في فلك إسرائيل ولخدمتها. عامان مرّا، وقد أيقن المتآمرون أن مخططاتهم وأدواتهم لم ولن يكتب لها النجاح أبداً، وأن الشعب السوري الذي خبر مؤامراتهم وأساليب عدوانهم وكما عرّاها قبل قرن وقاومها واستطاع أن يوقظ الأمة من سباتها هو اليوم قادر على التصدي لتجليات هذه الحرب العدوانية، ومهما تمادى أعراب النفط ونادي النعاج بابتداع وسائل عمالة تحاول أن تطيل بأوراق استخدامهم فإنهم لم يفلحوا أبداً في البقاء طويلاً في خانة الاستعمال، وربما تكون آخر أوراقهم قمتهم المولودة نهاية هذا الشهر، لعلهم يقدمون جديداً لأدواتهم الصغيرة على الأرض.. أما خارطة فابيوس/هيغ وعلى مقربة من ذكرى مرور قرن على اتفاقية أسلافهم، فإنها- خارطتهم التآمرية ستذهب أدراج الرياح، والغد الذي يأتي سيحمل لهم مفاجآت الشعب السوري، وللثنائي المستجد في تاريخ السياسة والحضارة والإنسانية، ستبقيان عند أقدام جنودنا تحاولون العبور وكما طردتم ذات يوم من هنا سيكون مصيركم... |
|