تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


قراءات في الصحافة الإسرائيلية ..مراكز أبحاث إسرائيلية تتخوف من اتفاق روسي- أميركي ينهي الأزمة في سورية

ترجمـــــــــــة
الأحد 17-3-2013
 إعداد وترجمة :أحمد أبوهدبة

لايزال الحدث السوري يتصدر واجهة الاهتمامات الاسرائيلية منذ أن بدات الاحداث في سورية منذ عامين، فعلى الرغم من التهويل والتضليل التي تمارسه وسائل الإعلام وبعض الدوائر الأمنية الاسرائيلية حول منحى الأحداث

وإسقاط الرغبات فيما يتعلق باستمرار بقاء النظام وقوته وإمساكه بالواقع الميداني فان هناك من يرى الأمور في سورية وتطور الأحداث على عكس الرغبات الرسمية الاسرائيلية ، فبعد مرور عامين على الأحداث في سورية وحجم التدخلات الخارجية الهائلة في الحدث السوري وما يضخ من إعلام يكاد يغطي الكرة الارضية بما يحمل من تضليل وتزييف وانحياز واضح لطرف واحد في الصراع الداخلي السوري .‏

وعلى ضوء سقوط الكثير من الرها نات المحلية والاقليمية والدولية على ضعف النظام وبالتالي سقوطه ،بدات بعض مراكز الابحاث والدراسات المقربة جدا من الاجهزة الامنية في الكيان الاسرائيلي تنشر تقارير ودراسات يفهم منها بان الوضع في سورية على غير ما تصوره وسائل الاعلام ولا ما يسوق له كثيرا من الدوائر السياسية المحلية والاقليمية والدولية ، فبحسب هذه المراكز فان النظام في سورية اقوى مما كانوا يعتقدون ، ولايزال الجيش السوري قويا ومتماسكا ويحرز الكثير من النجاحات على الارض ، ولا تزال المعارضة مفككة وغير قادرة على تحقيق اي من النجاحات الى جانب انها مرتهنة وتابعة لقوى خارجية اقليمية ودولية وبحسب اسرائيل اليوم :” النظام السوري معروف بعدائه لاسرائيل . وبات واضحا للاسرائيليين جميعا ان من يحل محله فراغ بل وفوضى كما يمكن ان نرى من الافلام القصيرة التي نشرها خاطفو جنود الامم المتحدة في هضبة الجولان أمس “.‏

هل يتفق الاميركان والروس ؟‏

هذا السؤال من ضمن الاسئلة الكبيرة التي يطرحها الاسرائيليون على انفسهم بعد ان اتضح لهم ان حكومتهم باتت طرفا مباشرا بما يجري في سورية وبحسب مجلة نظرة عليا الالكترونية :”هناك احساس يتعاظم بان الروس والامريكيين يوشكون على التفاهم في الوضع في سوريا بحيث يتواصل شكل من اشكال النفوذ الروسي في المنطقة اضافة الى بعض المكاسب الروسية ونشهد مؤخرا سلسلة من الاتصالات المكثفة جدا في موضوع سوريا، تجري في الساحة الدولية. وهذا يتضمن لقاءات للمحافل الغربية مع المعارضة السورية؛ اتصالات روسية مع النظام السوري (بما في ذلك زيارة وزير الخارجية السوري معلم الى روسيا) ومع زعماء المعارضة السورية؛ سلسلة اتصالات امريكية – روسية على مستوى عال، بما في ذلك لقاء وزير الخارجية الروسي، لافروف، مع وزير الخارجية الامريكي الجديد، كيري، وتوقع للقاء قريب بين الرئيسين، بوتين واوباما، اللذين تحدثا مؤخرا هاتفيا؛ نشر الرسائل عن أن الطرفين يعملان على دفع تسوية في سوريا؛ وكذا قرارات امريكية جديدة بشأن تعاون مضبوط مع المعارضة السورية ‏

وفي ظل ذلك، تواصل روسيا سياستها المعروفة، التي تمنح المساعدة الامنية والعسكرية، وان كانت المنضبطة، لنظام الاسد. ويضاف الى مساعي عزل ساحة العمل، التي تتخذها روسيا، كأداة نفوذ اساسية، يضاف في الاسابيع الاخيرة التواجد الكبير للاسطول الروسي امام شواطىء سوريا، مترافقا مع الرسائل بان الحديث يدور الان عن انتشار دائم في هذه المنطقة، مما يسند النوايا طويلة المدى لروسيا في الشرق الاوسط. ويذكر أن روسيا تقف الان ليس فقط خلف النظام السوري بل وتسند المحور السوري- الايراني بشكل عام (ايران، سوريا وحزب الله). وهكذا، تصد روسيا عمليا، السياسات الاقليمية،المدعومة من الغرب والولايات المتحدة بالتحديد والتي تضمن ايضا امنها القومي .‏

هل ستتم تنازلات متبادلة؟‏

وتضيف الدراسة معقول ألا تكون هذه الاعتبارات وأمثالها، غير الخفية عن العين، كانت، أغلب الظن، خلف جولة الاتصالات المتجددة بين الولايات المتحدة وروسيا. وفي هذا الاطار تجري سلسلة اتصالات على مستوى عال ذكرت آنفا ومن غير المستبعد ان يكون الحديث بالفعل يدور عن نية حقيقية لتحقيق تفاهمات بين الروس والامريكيين بالنسبة لمستقبل النظام السوري . ومع أنه لا يوجد يقين بان الطرفين توصلا منذ الان الى تفاهمات نهائية، الا أنه يبدو أن نبرة التعاطي مع الموضوع والنشاطات على الارض على حد سواء (مثل القرارات الجديدة التي اتخذت في الولايات المتحدة بالنسبة للمساعدة المضبوطة للمعارضة السورية، ممكنة بالتنسيق مع الروس) تعكس تغييرات في نهج الطرفين. على اي حال، لا تلغي المحافل الروسية الان امكانية سبق أن رفضت تماما حتى وقت اخير مضى ان توجد صيغة لمغادرة الاسد واقامة حكومة جديدة تشرق فيه ايضا محافل المعارضة ومحافل معتدلة في الحكم الحالي. وبالطبع فان الامر يفترض ليس فقط التفاهم بين روسيا والولايات المتحدة بل وايضا تفاهم اللاعبين الاخرين في الساحة السورية كثيرة الرواسب.  ‏

ولكن واضح أن تنازلات روسيا للامريكيين في سوريا، اذا ما تحققت، لن تتم الا مقابل تنازلات امريكية في مسائل اخرى هامة للروس. يمكن الاشارة الى سلسلة طويلة من المواضيع، اساسها مثابة عودة الى خطة “اعادة البدء”. بينها مسائل تتعلق باعادة انتشار امريكي في المجال الاوروبي – الاسيوي الذي هو ذو آثار جغرافية سياسية بالنسبة للروس. والموضوع الاكثر حديثا في هذا السياق هو نصب منظومة الدفاع ضد الصواريخ في شرق اوروبا (BMD). اما اذا لم توجد التسوية بالنسبة لسوريا في جولة الاتصالات الحالية، فان الرسالة الروسية حول سيرها حتى النهاية، وعلى رأس ذلك الاستعداد لتفكيك الدولة – سارية المفعول‏

الى جانب ذلك كله احتلت قضية اختطاف جنود القوة الدولية المرابطة في هضبة الجولان من قبل مسلحي المعارضة حيزا واسعا في تعليقات الصحف الاسرائيلية فكتبت سرائيل اليوم تقول :”تبرز في اوساط الثوار جبهة النُصرة المتماثلة مع القاعدة، النشطة في جنوب سوريا وفي منطقة حلب. ولكن الى جانبها تعمل جملة واسعة من الجماعات المسلحة، بالغالب دون قيادة مركزية. يدور الحديث عن عصابات محلية من خارقي القانون، شباب متعطشين للثأر، يأخذون في أيديهم السيطرة في مناطق القرى والمحيط. على اسرائيل ان تعتاد بأن هؤلاء واولئك سيصبحون من الآن فصاعدا جيرانها الجدد. والانسحاب المتوقع، في أعقاب الاحداث الاخيرة، للقوة الدولية من هضبة الجولان سيزيل الحاجز الذي كان لا يزال يفصل بيننا وبينهم.‏

قضية اختطاف المراقبين الدوليين أول أمس هي دليل آخرعلى ان منظمة صغيرةاحتجزتهم، تابعة لجناح اسلامي متطرف، اسباب محلية جدا لقرار اختطاف رجال الامم المتحدة. فالمنظمة تعاني من ملاحقة الجيش السوري على قرية في وسط الجولان السوري، بمحاذاة الحدود مع اسرائيل. ولكن الاعتداء على المراقبين، الذي بدا بانه تحطيم لكل القواعد من جانب الثوار اتجاه الامم المتحدة، ليس أول خطوة من نوعها تضر بالامم المتحدة. فقد سبق ذلك اعتداء اصيب فيه مراقبون من النمسا، تحرش مستمر لرجال الامم المتحدة وفي الايام الاخيرة ايضا تقرير عن اختفاء عامل آخر من الامم المتحدة في سوريا. اليابان سحبت منذ الان رجالها من الجولان في السنة الماضية، على خلفية احتدام المعارك في جنوب‏

سوريا. ولا يوجد ما يدعو الى ايلاء اهمية مبالغ فيها لدور المراقبين اليوم. فمهمتهم هي مراقبة ترتيبات فصل القوات بين اسرائيل وسوريا في هضبة الجولان وليس منع حرب أهلية – وبالطبع لم يكن لهم أي تأثير لوقف مايجري هناك. ولايزال، كانت اسرائيل تفضل أن تبقى القوة في مكانها. مجرد تواجدها، كما يعتقدون هنا، يساعد على ان يبعد قليلا عاصفة المعارك على الحدود نفسها. ولكن تقليص اعمال المراقبين واضح منذ الان على الارض وواضح ان الحدث الاخير ايضا لا يساعد في رفع معنويات رجال قوة الامم المتحدة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية