تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أين المثقف ودوره؟

حصاد الورق
الأحد 17-3-2013
 يمن سليمان عباس

انشغلت الساحة الادبية يوما بنموذج دون جوان ثم بالفتى فرتر فاوست والشيطان ثم طبلوا لنموذج السوبرمان وزمروا. بعدها طالعنا البطل الزائد او البطل العاطل ثم جاء دور البطل الايجابي ثم البطل السلبي ثم البطل الثوري.

بعدها جاء دور نموذج الانسان الصغير والموظف المسحوق ثم الانسان الصرصار, وفي ستينات القرن الماضي تصدر اللامنتمي الواجهات في حين كانت الساحة الادبية العربية تتغنى بأدب الالتزام كما يقول مالك صقور في الموقف الادبي العدد 501.‏

وفي انحاء متفرقة من العالم كانوا يتغنون بالعم هو شي منه والثائر غيفارا عندنا يومها انطلق الفدائي وانتصر نموذج الفدائي وغدت فلسطين ملء السمع والبصر والوجدان، وقد عزز ذلك اطفال الحجارة والانتفاضة المجيدة ورويداً رويداً عفوا فجأة تلاشى كل شيء.‏

واذا ماتذكرنا مقولة الادب مرآة المجتمع التي تعلمناها صغارا واتفقنا على ان الادب ليس مرآة فحسب وأن الأديب ليس مصورا فوتوغرافيا بل هومشرح ومحلل ومفكر ومنورومعلم ومحرض, فما النتيجة التي نحصدها اليوم تجاه كل مايجري في العالم وفي الوطن العربي وفي سورية خاصة.‏

لاسيما والاصوات تتعالى: أين العقل اين دور العقل أين الوعي أين دور الحكمة والفلسفة أين المثقف ودورالمثقف؟‏

وهل يمكن بعد كل وسائل الاتصالات والتقانات العلمية والتكنولوجية التي تهيىء سبل التفاهم بين البشر وبعد كل التشدق بحقوق الانسان وحماية الانسان ان تنتصر الغريزة على العقل وان تنتصر الهمجية على الحضارة أيعقل مايشاهده المرء اليوم في سورية؟ ماذا يعني ان ترى اشلاء الناس على الحيطان؟‏

يقول افلاطون:‏

اذا ذاق المرء قطعة من لحم الانسان تحول إلى ذئب.‏

فهل بوسعنا اليوم أن نحصي عدد الذئاب؟..‏

وهل يمكن بعد كل هذه الحضارة وهذا التحضر بعد كل هذا التقدم وهذا التطور وبعد كل هذا الارتقاء بالعلوم والمعلومات ووسائل الاتصالات الخ.. ان تبقى صيغة الغزو الهمجي هي هي ذاتها كما في العصور الظلامية ؟..‏

وماكنا نطلق عليه الاستعمار أي الاحتلال الاستيطاني هو ذاته بل عاد بصورة أبشع وأقذر ودموية أكثر حقا من هو بطل من هذا الزمان ؟!..‏

Yomn.abbas@gmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية