تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


كتــاب فرنســي يفتـح خزينـة أسـرار قطــــــــر

فضاءات ثقافية
الأحد 17-3-2013
صدر كتـاب فرنسـي بعنوان «قطر، أسرار الخزينة» في باريس عن دار ميشيل لافون، وحسب ماورد في الكتاب فإن أمير قطر يعتبر الأزمة في سورية مسألة شخصية.

قصة الكتاب جاءت بعد تحقيق مطول في بلد قناة الجزيرة، قام به الكاتبان الفرنسيان جورج مالبرونو وكريستيان شينو، في إطار بحثهما عن الأسباب التي ساعدت على تحريرهما من العراق، حيث احتجزا كرهينتين في عام 2004. ‏

ويزيح الكاتبان الفرنسيان النقاب عن محاولات قطر لشراء الفيتو الروسي في الأمم المتحدة، وخفايا استثماراتها في فرنسا، وكيف انتقل هذا البلد الخليجي، المثير للجدل، من «دبلوماسية دفتر الشيكات» إلى تسليح «الثوار» على غرار ما حدث مع ليبيا وسورية.‏

كرة القدم، العقارات، الطاقة… أمراء قطر لم يتركوا قطاعاً إلا واستثمروا فيه. وعلى الصعيد السياسي دعموا جماعة الإخوان المسلمين ودعموا الإطاحة بنظام القذافي في ليبيا ويدعمون المعارضة في سورية وكان لهم دور في انتفاضات تونس ومصر، فلا شيء يوقف أطماع قطر نحو النفوذ، وفق ما جاء في كتاب لشينو ومالبرونو: «قطر، أسرار الخزينة».‏

«قطر، أسرار الخزينة»، عبارة عن رحلة في خفايا هذا البلد النفطي الذي يعتمد على ثروته ليتوسّع في العالم، وهذه الرحلة انطلقت من تساؤلات رئيسية طرحها جورج مالبرونو وكريستيان شينو من قبيل لماذا تحاول قطر التسلل إلى المؤسسات الدولية مثل اليونسكو وجامعة الدول العربية؟ وهل يسعى هذا البلد، الذي وصف بـ «قزم بشهية غول»، من خلال تسلله المحموم هذا، ومن خلال دعمه للإسلاميين إلى ضمان سلامة نفوذه؟ وكيف تمكنت قطر من إنشاء امبراطورية ممتدة الأطراف، دون استعمال السلاح، ولكن عن طريق شراء العالم بفضل احتياطاتها من النفط والغاز؟ كذلك يسلّط الكتاب الضوء على ما يجري داخل أسوار القصور الفخمة لأمير قطر ومفاوضاته السرية مع الدول الإسلامية الغربية، وأيضا الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام، وبالتحديد قناة الجزيرة الفضائية، في دبلوماسية قطر التي تسعى إلى أن تكون وسيطاً مؤثراً في العالم العربي.‏

في حوار له حول الكتاب يقول الكاتب والصحفي الفرنسي كريستيان شينو: إن الكتاب يروي كيف اشترى القطريون «مركز كليبر»، أكبر مركز للمؤتمرات في باريس، والذي وقع في غرامه أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل الثاني، فدفع فيه 400 مليون يورو في حين أن سعر المبنى في سوق العقارات يقدر بـ350 مليون يورو؛ وهي استراتيجية اقتصادية تتّبعها قطر وتقوم على تقديم عروض أسعار أعلى من أسعار السوق بحوالي 30 أو 40 بالمئة مستندة على قوتها المالية التي تسمح لها بالاستيلاء على الكثير.‏

وفي الشأن السوري من الواضح أن قطر تقوم بتسليح الارهابيين وتمويل الجماعات المسلحة المعارضة، وليس بالضرورة الجماعات الأكثر ديمقراطية أو الأكثر اعتدالاً. بل إن بعض الجماعات مدعومة من منظمات هي الآن على القائمة الأميركية للتنظيمات الإرهابية.‏

ويخصص الكتاب حيزا مهما للدور القطري في الأحداث الدائرة في سورية، منذ ما يقرب السنتين، حيث يكشف الصحفيان الفرنسيان أن أمير قطر بات مهووساً بهذا الملف. ويعتبر أن في الأمر معركة شخصية، فبقاء الرئيس الأسد يعني أن الشيخ حمد سيدفع الثمن، لذلك يوظف كل طاقته. وكلام المؤلفين منقول حرفياً عن أحد أبناء عمومة أمير قطر الذي قال: «إذا طال عمر الأزمة السورية فقد يهتز التوازن الداخلي في الدوحة». ‏

وعن قناة الجزيرة. قال شينو إنّ هذه الفضائية، تماماً كما السلطات التي ترعاها، فقدت حيادها وشعارها «الرأي والرأي الآخر» لصالح الترويج الأحادي وقضية «الثوّار» في البلدان التي تعصف فيها رياح التغيير.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية