|
ثقافـــــــة أحببت أن أوضح في هذا الكتاب كل الحقائق والأحداث التي جرت على أرض الخلافة العباسية جنوب العراق والتي تتعلق بما سماه المؤرخون (ثورة الزنج) متتبعاً أسبابها وأحداثها ونتائجها ومسلطاً الضوء على مسيرة قائدها بكل موضوعية تاريخية علمنا إياها معلمونا الأوائل الذين مازالوا نجوماً متلألئة نهتدي بها عندما نضل طريق المعرفة التاريخية ومنهج البحث العلمي.. يرى المؤلف أن ماقام به الزنج ليس أول تمرد ضد الدولة الإسلامية، بل تكررت الصورة مرات عديدة في مناطق مختلفة وبقيادات تختلف عن بعضها ولأسباب تعددت واختلفت ولكنها ذات مضمون يكاد يتطابق في حب الزعامة والظهور مع تعدد الأسباب صرح هؤلاء القادة أو لم يصرحوا. وقائد الزنج رغم إعلانه مبادىء إسلامية وطرحه شعارات إنسانية وادعائه نسباً عربياً لكنه كان دموياً سفاحاً ارتكب جرائم لايرتكبها مسلم مهما كانت جنسيته وأصوله. فهو أمام القضاء التاريخي لاينتمي لا للعرب ولا المسلمين، إنما ينتمي لنفسه ولأصوله ويعبر عن ذاته بأنه طموح للسلطة والسيادة، ويريد الوصول إليها بأي ثمن، وقد اتبع كل الوسائل التي تؤدي لتحقيق طموحه فهو بالنتيجة خارج عن سلطة الدولة العباسية كما خرج غيره وهو من عصابة الأشرار الذين أنهكوا الخلافة العباسية أكثر من أربعة عشر عاماً عدا عن المحاولات المتتالية والخسائر الكبيرة في الأرواح والماديات. يقع الكتاب في /114/ صفحة من القطع الكبير.. |
|