ملوك الفن وصعاليك الإرهاب
رؤيـــــة الأحد 17-3-2013 فادية مصارع «الحدود» فيلم سوري أنتج عام 1982 كتب نصه السينمائي والسيناريو والحوار محمد الماغوط، وجسد الدور الرئيسي فيه «دريد لحام ورغدة» الفنانان الكبيران اللذان نالهما من أذى العصابات المسلحة ما أصاب العديد من الفنانين الشرفاء الذين دفعوا حياتهم ثمناً لوطنيتهم والتزامهم ومنهم «ياسين بقوش» و»محمد رافع»..
الاعتداء ذكرني بالفيلم الذي استشرف ما يجري في أيامنا هذه بسخريته من ادعاء الوحدة والتضامن العربي فمازلنا منقسمين متشرذمين إلى «شرقستان وغربستان» ومن لا يحمل جواز سفر لا يمكنه العودة إلى بلده ولا دخول أي بلد آخر، وهو مضطر أن يفعل كما فعل (عبد الودود) ويخيم في منطقة تتوسط المساحة بين البلدين (وسطستان)، أما «صدفة» التي وضعها حملها على الحدود فهي تذكرنا بالمهجرين السوريين، وعندما حاول زوجها كسر الحدود وهمّ بالمرور فُتحت عليه النار من كل حدب وصوب، واليوم يتكرر المشهد المأساوي فعلى الحدود يُعتدى على فناننا الكبير أثناء تصويره عملاً من قبل مجموعة سلفية متطرفة (شمال لبنان) أما التهمة فهي أنه كتب اسم بلاده (ع الشمس اللي ما بتغيب) فاستحق أن يوضع ضمن قائمة العار، وللسبب نفسه حاولت المجموعات عينها هز عرش ملكة الدراما السورية والعربية المعروفة بمواقفها المشرفة والتي لم تنتظر الكاميرات حين توجهت لفك الحصار على العراق، ولا عندما ساهمت في الوقوف إلى جانب أهل غزة، ولا حتى عند وقفتها الشجاعة مع المقاومة اللبنانية في كفاحها ضد الصهاينة، وها هي اليوم تعاقب بخطف والدها المسن وتهدد، فتقرر العودة إلى وطنها متحدية الإرهاب والإرهابيين لتشعر بمرارة ما يحدث وتشارك أبناء جلدتها محنتهم، ولتعلن بأن الربيع في سورية كان كتيبة الإنزال للعدو.. تعود لأنها أدركت بأنه لا يشعر بقيمة الأم إلا من يفقدها.. تعود رغدة لتلتقي (عبد الودود) الفنان دريد لحام لكن هذه المرة ليس على الحدود وإنما في قلب الوطن سورية، وليشربا معاً (كاسك يا وطن).. كأس عزك ونصرك..
fadiamsr@yahoo.com
|