تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


خافوا ربيع عمرهم

مجتمع
الأحد 17-3-2013
رويدة سليمان

جودي وكريم.. حسام و عيسى ووليد وغيثاء وأحلام ومحمد وإلهام..

أطفال غادروا إلى السماء ملائكة بلا أجنحة ضحية، ربيع دموي قتلهم خوفاً من زهور ربيع عمرهم، بألوانها الجذابة ورائحتها الفواحة انتقاماً من ربيع يحمل البشائر بثمار يانعة، وشتان مابين ربيعهم وربيع أطفالنا، أكبادنا، شهداء صغار رووا بدمائهم تراب وطنهم ليكتبوا اسمه عالياً على ضفاف النجوم.‏

ما أغباكم أيها المتهورون، الطائشون الخائنون العملاء المرتزقة فشلتم على الأرض، خسرتم الميدان، فأردتم إثبات ذاتكم بقذائفكم العمياء وتفجيراتكم الغادرة فمازادتكم أعمالكم الوحشية وأياديكم السوداء وأطنان الحقد إلا فشلاً و خيبة بصمود الشعب السوري بعطائه في عزّ محنته، بالتفافه حول قيادته، ماحصل توقعاتكم وتنبؤوات قناواتكم الإعلامية الكاذبة.‏

ماحصل أن أطفالنا، أبناءنا الصغار زاد إصرارهم على متابعة مشوارهم التعليمي، أزاحوا ركام الجدار وقطع الزجاج الذي احتل مكانهم وعادوا من جديد للتعلم، يجمعهم هدف واحد هو الوطن، وهو القيمة العليا، وهو الشرف وهو الكرامة، متمسكين بهويتهم المقاومة الممانعة وأبجديات العروبة والقومية ودروسها الوطنية في التمسك بالسيادة والقرار الوطني المستقل، مافي كتبهم وماحفظوه سيبقى في ذاكرتهم التي لن يصيبها العطب ولم يقترب منها الإجرام.‏

أيها الأحرار من كل قيد دولي أممي، لن يرحمكم التاريخ ولن تسامحكم الشريعة الاسلامية بما ارتكبتموه من جرائم ومذابح باسمها، لم ننسَ ولن ننسَ..‏

احذروا غضب السماء، احذروا انتقام الطبيعة لشجرها وهوائها وأزهارها وثمارها وأنهارها، احذروا براءة الطفولة بما ينطبع بذ اكرتها الحية من صور بشعة لإرهابكم، احذروا نفاذ صبر آباء لأبناء خطفوا احذروا هدوء أمهات الشهداء، احذروا أقدام جيشنا العربي السوري.. احذروا البشر و الحجر و الشجر احذروا.. واحذروا... و احذروا.. والحذر لاينجي من القدر وقدركم مزبلة التاريخ.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية