تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


إنقاذ ماتبقى من فضائلنا ..

عين المجتمع
الأحد 17-3-2013
 فردوس دياب

كل فرد يحاول ان يقيم اتصالات و علاقات اجتماعية ناجحة بمختلف انواعها مع الآخرين على امل كسب ود الاخرين وتحسين علاقاته وصداقاته معهم انطلاقا من ان هذه سنّة الحياة

حيث لايمكن للانسان ان يعيش منعزلا او وحيدا سواء في المنزل او مكان العمل او الاقامة فهو بحاجة بشكل دائم لان تكون علاقات اجتماعية مع المحيطين فيه ، لكن الاشكالية تكمن في اننا احيانا نضطر لاقامة علاقات اجتماعية مع اشخاص لا نحبهم او على الاقل غير مرغوب فيهم في دواخلنا كبعض زملاء العمل او بعض الجيران او حتى الاقارب حيث تعترضنا الكثير من الصعوبات والمشاكل أثناء التفاعل معهم ، وهو الامر الذي ينعكس بشكل سلبي على طبيعة العلاقة معهم من خلال جملة من المضايقات والايذاءات النفسية والسلوكية التي يمكن ان تتطور الى سلوكيات وتصرفات عنيفة عند البعض مايجعل التواصل والتعامل معهم امرا مستحيلا احيانا .‏

لكن السؤال الذي يطرح نفسه في هذا المجال .. هو كيف يمكننا ان نؤثر ايجابا على تلك الشريحة من الناس ؟ ، وبالتالي هل بالامكان تغيير طبيعتهم ومزاجهم والتأثير عليهم ؟ ، معظم الدراسات والبحوث التربوية أكدت ان التأثير على هؤلاء الاشخاص امر ممكن شرط امتلاك المعرفة والخبرة العالية في مجال ما يعرف بعلم ( مهارات الاتصال ) ، وهو العلم الذي يساعدنا ويمكننا من الاتصال بهؤلاء الاشخاص وبناء الثقة في علاقاتنا معهم ، ليس هذا فحسب بل تحويل الخلافات التي بيننا وبينهم الى تعاون وتآلف وانسجام ، وهو الامر الذي من شأنه ان يؤدي في النهاية الى إزالة جميع الفوارق والخلافات وصولا إلى الالتقاء في منتصف الطريق ثم الانتقال الى ارضية مشتركة معهم تجعل من الممكن التعامل معهم ، وهذا يؤدي بالنتيجة الى زيادة الصلة والوئام مع الآخرين و تعميق جذور علاقاتنا معهم ، على قاعدة ان تخفيض حجم الخلاف والاختلاف مع الاخرين يعتبر من ضروريات النجاح في شتى حالاتنا الاجتماعية .‏

ولعل الوسيلة الابرز والتي تعتبر الانجع في التواصل والتفاعل مع الاشخاص الذين نكره التعامل معهم هي البحث عن ايجابياتهم وفضائلهم التي غالبا ما تكون عالقة في زوايا الذاكرة أو غارقة في ظلمة هموم الحياة ومشاكلها وضغوطاتها التي لاتنتهي والتي تجعل من البعض مجرد جسد بلا روح تلفها المزاجية والعصبية والغضب والسلوكيات الغليظة والفظة التي تنفر الاخرين من حولهم ، مايجعل محاولة استخراج واخراج ماتبقى من تلك الفضائل والحسنات الى السطح أمراً ضرورياً وملحا لانقاذها من الموت والنسيان ومن ثم ضخ الحياة فيها مجددا حتى تعود الروح والسلوكيات الحسنة والطيبة الى صاحبها .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية