|
هآرتس وبذلك تخلصوا من تحذيرات وزير الدفاع ايهود باراك وكثيرين آخرين. وتعبر هذه الرؤية عن التفكير المأزوم والمحدود لحكومة نتنياهو التي تعمل على إطفاء الحرائق ، بيد انها لا تحسن القيام باي اجراء وقائي لمنع نشوبها ، وتطلق طائرة السوبر تانكر سريعا، في الوقت الذي تهمل فيه جهاز إطفاء الحريق. وهكذا نجحت جهود مكتبي رئيس الوزراء ووزير الخارجية في ايلول 2011 في افشال الاجراء الفلسطيني وادخاله في حالة تجميد استمر الى ايامنا هذه، لكن الواقع السياسي في الخارج والاجتماعي في الداخل ما يزالان يهددان اسرائيل. ان المجتمع الدولي في القرن الواحد والعشرين الذي يحوي حكومات الى جانبها مجتمعات مدنية ومنظمات حقوقية واتحادات ضخمة تعنى بالاتجاهات أكثر من الاحداث المتحركة . لم يكن ل «ايلول « أي تأثير في المستنقع الاسرائيلي الفلسطيني ، لكن ما إن مر عام حتى بتنا نشهد ضراوة الامواج التي تضربنا من الاتجاهات كافة . وحتى لو تجاهلنا القرارات المتناقضة الاخيرة لتركيا المتعلقة بأحداث مرمرة، لكن لا يمكننا التعامي عن المقاطعة الثقافية والاكاديمية التي أخذت دائرتها بالاتساع علينا من كل صوب سواء في بريطانيا أم في الدول الاخرى، وان نتظاهر بأننا لم نسمع اعلان حكومة الهند الواضح والصريح بعدم رغبتها في حضور ايهود باراك الى المعرض الامني الذي تقيمه متذرعة بـ «حساسية الوضع السياسي». كما ان تصنيف اسرائيل ايضا في الاستطلاع الذي تم في 22 دولة حول العالم على أنها الرابعة بين الدول الاكثر كرها في العالم الى جانب كوريا الشمالية وبعد ايران، لم يعد بامكاننا تفسيره بموجب اسطوانتنا المشروخة حول معاداة السامية أو بمؤامرة العالم الاسلامي. فضلا عن ان قانون القطيعة الذي أجازه الكنيست الاسرائيلي لا يخيف حكومة جنوب افريقيا التي أعلنت انها ستضع إشارة خاصة على المنتجات التي تصنع في المستوطنات الإسرائيلية ، ولا الاسواق و المجمعات التجارية السويسرية «ميجروس» التي اعلنت قبل ايام أنها ستضع علامة مميزة على السلع الآتية من المستوطنات ومن شرقي القدس من اجل الشفافية وراحة زبائنها. يجب ان يفهم نتنياهو وحكومته ان الحديث عن اتجاهات مختلفة اخذ بالازدياد وإن احتاج ذلك الى زمن طويل جعل علينا نحن الاسرائيليين ان نرى الأمور الرؤية الصحيحة بسهولة . يمكننا تشبيه ذلك بالمسارات التي مر بها المجتمع الاسرائيلي في السنوات الاخيرة الماضية في الوقت الذي كان غارقا فيه في برنامج «الأخ الكبير» غاضا الطرف عن كل اشكال المس بقيم الديمقراطية وبسلطة القانون، وظاهرة العنصرية في اسرائيل التي أخذت بالازدياد في الفترة الاخيرة وذلك عبر سلسلة طويلة من القوانين واقتراحات القوانين في الكنيست، وبتصريحات اعضائها وسلوكهم في جلساتها وخارجها، وفي جعل الدين والارض فوق الدولة، وعدم تنفيذ احكام المحكمة العليا ومحاولة الالتفاف عبر قوانين معينة من أجل تحقيق أهداف سياسية ضيقة. زيادة عن ذلك العنف العنصري الذي يتجلى في ملاعب كرة القدم والمظاهرات المناهضة للمهاجرين من افريقيا. ان حكومة نتنياهو المشلولة التي لا تقوى بل لا تريد اجتياز اخلاء مستوطنة ميغرون وحي الاولبانه في بيت ايل ، وقد نجح حزب كديما في جعلها تكسب بضعة اشهر اخرى تستطيع فيها ان تتصرف كالنعامة و تدفن رأسها في الرمال. لكنها في الوقت نفسه مكنت جميع هذه القوى في الداخل والخارج من التنامي والازدياد ما سيؤدي في النهاية الى تهديد اسرائيل ومكانتها في العالم . بقلم: شاؤول اريئيلي |
|