|
ثقافة من المستشرقين الذين أنصفوا الإسلام، واجه انتقادات كثيرة لكنه تصدى لها ولم يأبه لأحد رغم الحصار الذي فرضه النقاد على كتاباته فتابع نشر أعماله وقارن في دراساته بين الديانتين المسيحية والإسلامية فوجد بينهما روابطاً وثيقة. وقد اعتبرت أفكاره وطروحاته في ثمانينات القرن الماضي ثورة في علم الأديان المقارنة. حظي باحترام العديد من المستشرقين الألمان والروس والصينيين ومع أنه حورب كثيراً لكن طروحاته أصبحت طريقاً لكثير من المستشرقين.
روجيه غارودي الفيلسوف الفرنسي توفي يوم الأربعاء 13 حزيران عن عمر الـ 99 عاماً في منزله في سورمان قرب باريس فتكتب الصحافة الفرنسية في إحدى عناوينها: روجيه غارودي غير المرغوب في فرنسا النجم في الشرق الأوسط. تقول صحيفة لوموند: لأنه منذ انخراطه في قضية تكذيب المغالطات الصهيونية فقد اختفى حقيقة من المشهد الوطني الفرنسي بالمقابل فإن خياره هذا لاقى شعبية واسعة ووقعاً كبيراً في العالم العربي - الإسلامي. المثقف الشيوعي الذي برز منتصف القرن العشرين وشغل منصب «الفيلسوف الرسمي» للحزب الشيوعي الفرنسي قبل أن يميل إلى الدين الكاثوليكي، حاز على لقب صليب الحرب (1939-1945) وتعرض للاعتقال والنفي بسبب انخراطه في المقاومة. ولد غارودي في 17 تموز عام 1913 في مرسيليا لعائلة معظم أفرادها عمال وبحارة انتسب إلى الحزب الشيوعي عام 1933، دخل السجن عام 1940 ولم يفرج عنه إلا بعد عملية الإنزال الأميركية في النورماندي ويومها دعاه أندريه مارتي أبرز قيادي الحزب ليكون إلى جانبه حيث انضم إلى اللجنة المركزية عام 1945 وأصبح نائباً عن منطقة تارن حتى العام 1946 لينتخب بعدها عضواً في أول جمعية وطنية ثم نائباً شيوعياً لمنطقة سين بين أعوام 1956-1958 وخلال تلك الفترة يحصل على شهادة دكتوراه في الفلسفة من موسكو وكان قد حاز على الدكتوراه من جامعة السوربون حول النظرية المادية في المعرفة عام 1953. بعد ذلك انتخب عضواً في مجلس الشيوخ من نيسان عام 1959 إلى عام 1962 لينصرف بعدها إلى تدريس الفلسفة وكان في العام 1960 قد شغل منصب مدير مركز الدراسات والأبحاث الماركسية مثل لويس ألتوسير. في العام 1970 وبعد انفصاله عن الحزب الشيوعي انصرف إلى أبحاثه الفلسفية وإنتاج سلسلة جديدة من المؤلفات ليتخذ فكره منحى جديداً. وفي كورودو في إسبانيا أصدر كتابه «العصر الذهبي للإسلام في إسبانيا نهاية العصر الوسيط» وكانت نقطة إطلاق الشرارة والتحول في مسيرة حياته حيث بدأ نضاله ضد الحركة الصهيونية العالمية وتحول إلى عدو الصهيونية حيين قال: إن عدد ضحايا اليهود في محرقة النازية غير صحيح كما اعتبر تنديده بحرب الخليج عام 1992 إحدى مراحل راديكاليته بيد أنه في العام ذاته أصدر كتاب «نحن بحاجة إلى الله» كما كانت مجازر صبرا وشاتيلا في لبنان عام 1982 سبباً في مواجهته مع الصهيونية حيث نشر مقالاً حينذاك في صحيفة لوموند عن صمت المجتمع الدولي حيال العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين وقيامه بالمجزرة. أما الحدث المفاجئ والصاعق فكان حين نشر كتابه «الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية » عام 1996 والذي أثار جدلاً كبيراً حيث نفى إبادة هتلر لليهود وأنه لاوجود لغرف الغاز، فحوكم وأدين بالسجن عام 1998 لمدة عام مع وقف التنفيذ ودفع غرامة مالية كمامنع الكتاب في فرنسا. لكنه وضح يومها قائلاً: اليهودية ليست قضيتي إنما هي السياسة الإسرائيلية وأنا بصدد مراجعة نتائج دعوى نورمبرغ والأسس التي قامت عليها. واعتبرت تلك نقطة التحول والانقلاب في مسيرة حياة غارودي ليكتب عنه بعد ذلك ميكائيل ببرازان وأدريان مينارد كتاباً بعنوان: « روجيه غارودي بيان رحلة إنكار». ومن القاهرة إلى طهران مروراً بدمشق وبيروت وعمان ثم الأراضي الفلسطينية كان لغارودي محطات هامة واستقبال حافل. له الكثير من المؤلفات منها: كيف صنعنا القرن العشرين. كيف نصنع المستقبل. أميركا طليعة الانحطاط. محاكمة الصهيونية الإسرائيلية. |
|