|
ثقافة تغرب شموس البحر, تشرق البوادي, شمال سهول القمح, جنوب الربى والبوادي, أوطان القلب..
ثلاثة أولاد وأمهم, وجميع الخلق, تتدفق من لون أنثى.. أمومة نواحي القلب الوردي الطفل.. يزهر في الأمداء القلب.. نسمي الدنيا البيضاء, صبيحة ازدهار الأرض، أنثى! والبحر المرسوم كالفردوس الأزرق, واحة عاشق أطال الغياب.. يقبل مفتوح الفؤاد, تنبض في كيانه حواكير البلد.. كل البلد, فوح أنثى, روائح أطراف الوعد, جبال تشهق في صدر الوديان, وتلعب نسائم اللقاء على كتف الغروب, وتغار التلال, تتنهد حلما يولد من رحم ساقية تجري بأمانة أنثى العصفور.. هل ترانا, نسبح في همس وفاء النهر؟ أم ترانا نستخلص من شكل المجرى, حب البلد الصافي, يترقرق, في هدهدة الماء؟.. وتندلع أصوات رنين البحر.. هذا القلب, يأخذ في تلك الآونة صدى صوت الفلاح.. وطعم عرق العامل, ينساب وفيا في الحقول.. الأرصفة, والطرقات مشغولة بالنبض.. وطن!.. نعلن, مع جمع الحب, بضعة حروف ينقشها العاشق قبيل لقاء المحبوب, فوق الموج, وفوق الغيم, ترفرف اللغة سرا أبدي النبض.. بضع كلمات تنساب هي الأخرى مطلع الشهر الجاري كماء النهر.. لغة تستوطن مفاتيح الوعد.. أتحبني!! تستوطن حتى أعشاش الطير.. عش, قرب العش, والأخوة جيران العشق الخالد في همس الشدو.. في هذا القلب تعيش أشجار الزيتون.. وتقوم غابات النخيل حيرى, من يطرق بساتين الصدر, ويزقزق على بلور الرمل!! كل العصافير هنا، إليها تأوي في ساعات الفجر.. وتبدأ فصول العشق.. نريد أن نستعيد لون البيت, وحيطان الدهر.. وضحكة قمر القلب.. ضحكة طفل في عب الليل, وحضن الأم.. أيها الطيبون في عمق الأرض, وركام الغيم! نريد العيش.. وإيقاع الوطن يحلم بموسيقى الحب.. والأقدام تخبئ لحن رقصتها في جوف السلام, وحفيف الأشياء.. تعالوا نصير كائنات من موسيقى.. من أوراق شجر أخضر.. من صوت قاسيون يغني في العلا بلدي.. والنسيم يترجم للكون أنغام الروح.. يابلدي الطيب, يابلدي! |
|