|
ثقافة
الفيلم من تأليف وإخراج الأفغاني عتيق رحيمي، ويمثل بوح امرأة أفغانية تدعى شهرزاد تولته الممثلة الإيرانية جولشيفه فرحاني بدور البطولة تجري أحداثه على وقع الحرب والدمار وتدور رحى الصراعات السياسية بين الفصائل الأفغانية بعد انسحاب القوات السوفياتية، وسقوط الحكومية الموالية لها، بكل ما يحملانه من تشرد وحرمان ورعب تبوح بكل ما لحق بها من ظلم وقهر في عالم مشحون بالحرمان، وتجسد نزوع المرأة الطبيعي نحو الحب والحرية، بعد اقترانها برجل أصغر سناً منه ولم تكن تراه إلا قليلاً بسبب تواجده الدائم مع المجاهدين الأفغان، فكانت تقوم بمفردها على رعاية البيت والأسرة في وقت حوّلها المجتمع إلى شيء لا وجود له ولا صوت ولا حياة، بل لتعيد زوجها المصاب إلى الحياة، والراقد في البيت إزاء تعرضه لطلقة في عنقه بعد أن دخل في غيبوبة طويلة، دفعت جميع رفاقه السابقين في ميدان القتال للتخلي عنه. المخرج تمام العواني تحدث عن الفيلم بأنه فيلم صعب وهام بكل مجرياته يحكي عن أزمة إنسانية هائلة حقيقية وخاصة مسلطاً الضوء على المرأة بالدرجة الأولى وأهميته كانت في مخرج قدم سيناريو يعرف من خلاله ماذا يريد واعتبرها قضية مهمة جداً كي يعالج أزمة الحرب وماذا تعنيه وما تخلفه من آثار وحالات إنسانية هائلة لفن أخلاقي بالدرجة الأولى، أما النقطة الأهم فقد تابعنا ممثلة تمتلك من الأحاسيس والمشاعر ومن الصعوبة بمكان إيجاد ممثلة من طرازها الرفيع على مستوى هوليود ورغم أنها من الأفغان. فيما يتابع المخرج العواني حديثه بأن الحكاية بينها وبين زوجها كانت مسألة مهمة فالرجل لم ينبث بأي كلمة خلال مجريات الفيلم فكان بطلاً حقيقياً واللقطة الأخيرة تدل على أنه كان يعلم كل أسرار زوجته منوهاً بأن نوعية الفيلم تشبه مجريات الأحداث الحالية في سورية وما مررنا به من أزمات الحرب ويتحدث عن حكاياتنا وإنسانيتنا. بينما يرى المخرج تمام بأن نهاية الفيلم قتلت زوجها لأنها لم تتوقع أنه يسمع كل أسرارها وكل سر حقيقي واعتبرته عبئاً عليها بعد أن استعاد كل ذكرياته وعد بأن كل المشاهد الأخرى غير مهمة ولكنها تعكس لنا شيء إنساني مع رجل يتئتئ. والمخرج فقد الزوايا الصعبة الحادة القوية بحيث لا تترك عين المشاهد تستريح مستخدماً حركة كاميرا بطيئة بشكل مقصود بهدف إدخال أن المشاهد. أما المخرجة انتصار جوهر فقالت: بأن الفيلم يلامس الواقع المعاش والزاوية الجديدة للحرب ويختلف عن المنظور المستخدم في الأفلام السورية وتناول المسألة بشكل أعمق وصنع بطريقة تشد المشاهد من ألفه إلى يائه وإنه يضيف للسينما فعالية مهمة وقريبة للناس ويمكن تسريب كثير من المفاهيم والأفكار والثقافة واختيار أفلام مميزة سواء أكان بالفكرة المطروحة من باب السيناريو أو التكنولوجيا المستخدمة وهناك أفلام لا يمكن مشاهدتها بشكل طبيعي مبينة بأن السينما الإيرانية والافغانية والشرق أطلقت عليها بسينما الروح لأنها تعتمد على النص والعمق الفكري الروحي أكثر من التقنيات المعتمدة في الأفلام الأمريكية والأوروبية كلها صور ومؤثرات وكاميرات هائلة لا تحاكي الروح. |
|