|
متابعات سياسية تشن أبواق الدعاية والاعلام المضلل وقنواته المأجورة ومؤسساته المشبوهة حرباً إعلامية شعواء ضد الدولة السورية تحت عناوين إنسانية وحقوقية مزيفة، وذلك للتخفيف من بريق الانتصارات العسكرية ضد الارهاب، والتغطية والتعتيم على جرائم التكفيريين بحق المدنيين الأبرياء. المتابع لما يبثّ في هذا الاعلام الفاجر على مدار الساعة يظنّ للوهلة الأولى أن الحرب التي تدور رحاها على تخوم مدينة حلب اليوم هي بين الدولة السورية وبين أهالي حلب، وليست بين الجيش العربي السوري وحلفائه وبين شراذم الإرهابيين والمرتزقة والانتحاريين الذين قدموا من كل أصقاع الأرض لتدمير هذه المدينة العريقة وتهجير أهلها خدمة للمشاريع الاستعمارية والتكفيرية التي يتبنونها، والمرفوضة كل الرفض من قبل شعبنا بمختلف شرائحه. حيث تغيب أخبار الانتهاكات اللاإنسانية والمجازر الوحشية التي يرتكبها إرهابيو المعارضة «المعتدلة» بحق أهالي حلب، وتطمس معها معالم الدمار والخراب التي تحدثها قذائفهم العشوائية وصواريخهم المدمرة وتفجيراتهم الانتحارية وأنفاقهم الملغمة في أحياء المدينة الصامدة وأسواقها القديمة ومعالمها الحضارية التاريخية، بينما تنشغل ماكينة الاعلام المعادي بفبركة الأخبار وتشويه الحقائق وتصدير صورة مغايرة للرأي العام العالمي حول ما يجري هناك، بهدف زيادة الضغط على الدولة السورية وإرغامها على القبول بالشروط والاملاءات الخارجية التي تتعارض مع الثوابت الوطنية السورية في السيادة والاستقلال ووحدة التراب الوطني. ومع زيادة الضغط العسكري على الإرهابيين التكفيريين في أحياء حلب الشرقية، واستدراج الآلاف منهم إلى تجمع الكليات العسكرية في جنوب غرب المدينة للقضاء عليهم، ونجاح الجيش وحلفائه في إحكام السيطرة على زمام الأمور في المدينة وإفشال كل محاولات الارهابيين لمحاصرة المدينة مجدداً، قفز الموضوع الإنساني في الإعلام الغربي والعربي مجدداً إلى الواجهة بعد أن كان منسياً طوال معاناة حلب الإنسانية في الأعوام الماضية، وكأن الدولة السورية هي التي تحاصر مدينة حلب وتمنع عن أهلها المساعدات الإنسانية وليس الجماعات الارهابية التكفيرية، في حين أن الحقيقة غير ذلك تماماً، فالدولة السورية هي التي فتحت طرق الإمداد البديلة للمدينة لتزويد أهلها بكل وسائل الحياة والصمود في الوقت الذي سعى فيه الارهابيون لمحاصرتها وقطع المياه والكهرباء والغذاء وكل الطرق المؤدية إليها، في حين كان همّ وتفكير الدول الغربية وبعض أدواتها الإقليمية «المتباكية» على أهل حلب منصباً على كيفية توريد السلاح ووسائل القتل والتدمير للجماعات الارهابية من أجل قهر المدينة الصامدة وكسر إرادة أهلها الشرفاء ممن يرفضون الارهاب ويتمسكون بدولتهم ومؤسساتها الشرعية. من بين المفارقات المخجلة والمعيبة جداً التي شهدناها في الأيام الماضية، تركيز الإعلام الغربي والعربي المرتزق على صورة مجتزأة لمعاناة الطفل الحلبي الجريح عمران ـ وهي صورة مؤثرة بلا شك وتعكس بشاعة الحرب الارهابية ضد سورية ـ في مقابل التعتيم الكامل وتجاهل آلاف الصور الأكثر فظاعة ولا سيما المشهد المروع الذي صور عملية ذبح الطفل الفلسطيني عبد الله على يد إحدى فصائل المعارضة «المعتدلة» حسب التصنيفات الغربية، والحقيقة أن عمران وعبد الله ومئات الآلاف من أطفال سورية هم ضحايا هذه الحرب الارهابية القذرة التي تشن ضد بلدهم، التي كانت قبل سنوات قليلة من بين الدول الأكثر أمنا وأمانا واستقراراً للطفولة على مستوى العالم. لقد كان الأولى بالأمم المتحدة التي يعمد موظفوها إلى تزوير تقاريرهم الإنسانية وفبركتها حسب المصالح والأهواء الأميركية والغربية أن تستحي من نفسها، وتسعى بكل جدية للمساعدة في إنجاز حل سياسي في سورية عبر الحوار السوري السوري بدل التباكي على محنة السوريين والانشغال في كيفية تعقيد أزمتهم وصب الزيت على نارها عبر التحريض الممنهج وتشويه الحقائق المتعمد، وكان الأجدر بها أن تضغط على الدول المتورطة بتجنيد ودعم وتدريب وإرسال الإرهابيين إلى سورية ـ وهي معروفة ـ من أجل تنفيذ القرارات الأممية الداعية لمكافحة الارهاب وتجفيف مصادر دعمه وتمويله التي بقيت حبراً على ورق، بدل أن تمارس الضغوط على سورية التي تبذل كل ما في وسعها للتخفيف من المعاناة الإنسانية لشعبها..؟!! لقد بات من الواضح تماماً أن خوف محور العدوان من حسم معركة حلب لصالح الدولة السورية وحلفائها هو الذي دفعه إلى شن هذه الحملات الإعلامية المغرضة، وتأجيج العديد من جبهات الصراع ولاسيما في مدينة الحسكة التي كانت آمنة ومستقرة، حيث تم الإيعاز للجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني المدعوم أميركيا «الأسايش» لإحداث اختراق عسكري في هذه المدينة من أجل تقديمه لواشنطن الساعية لاستثماره في إطار مخططاتها الفوضوية والتدميرية في المنطقة، ولا نستبعد أن تفتح جبهات ومعارك أخرى أو أن تثار ملفات إنسانية لنفس الغاية، ولكن ذلك لن يؤثر على مجريات المعركة الدائرة في حلب لأنها استراتيجية وحاسمة وبإمكانها تلمس الطريق نحو الحل النهائي في سورية . |
|