|
شؤون سياسية منذ النكبة عام 1948 حتى تاريخ وفاته عام 2008استطاع أن يرتقي بالقضية الفلسطينية من قضية شعب تنتزع منه أرضه وينتزع منها إلى قضية الأمة المركزية، لأن العدوان ليس على فلسطين وحدها بل هو على كل البلاد العربية من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي. كتاب جورج حبش «ضمير فلسطين» للباحث الإعلامي مازن يوسف صباغ يسلط الأضواء على حياة المناضل حبش عبر 384 صفحة من القطع الكبير تتضمن العديد من المقالات للكتاب والباحثين ورفاق الدكتور حبش. يؤكد الباحث صباغ في مؤلفه أن الدكتور حبش استطاع أن يجعل من القضية الفلسطينية قضية عالمية تعني عشاق ومحبي الحرية في كل مكان، الذين تقاطروا من كافة أقطار العالم من اليابان شرقاً إلى أميركا اللاتينية غرباً للانضمام إلى المقاومين الفلسطينيين في الكفاح لاستعادة أرضهم وحقوقهم. وبعد أن يستعرض المؤلف حياة الراحل من مولده عام 1944 إلى وفاته والمحطات النضالية التي مر بها مشيراًإلى أن هزيمة 1967 كان لها بالغ الأثر في نفس الراحل، حيث تم تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عبر اجتماع عدد من التنظيمات الفلسطينية هي منظمة أبطال العودة وجبهة التحرير الفلسطينية والجبهة القومية لتحرير فلسطين ومنظمة شباب الثأر. ويشير الباحث إلى أن الدكتور حبش استمر يؤدي دوره الوطني والسياسي، فالاستقالة مثلاً من الأمانة العامة للجبهة الشعبية عام 2000 لم تكن التخلي عن النضال السياسي الذي أمضى مايزيد على خمسين عاماً مكرساً حياته من أجله، فقد حدد لنفسه ثلاث مهام منذ استقالته وهي كتابة تاريخ حركة القوميين العرب والجبهة الشعبية وتجربته النضالية والعمل على تأسيس مركز للدراسات، يعنى بقضايا النضال العربي والعمل من أجل إقامة نواة جبهة قومية هدفها حشد القوى القومية العربية من أجل التصدي لمسؤولياتها وتوحيد جهودها في هذه الظروف، وفي مقدمة مهامها في هذه المرحلة مواجهة عملية التطبيع مع الكيان الصهيوني. في بداية عام 2008 نقل حبش إلى المشفى في عمان لتدهور حالته الصحية حيث توفي يوم 21 شباط 2008، وقد نقل المقربون منه ورفاق دربه أنه في كلماته الأخيرة وهو يحتضر حث الرفاق على «التمسك بالمقاومة وبأهداف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وأهمها تحرير كامل التراب الفلسطيني». وقد نشرت مذكرات الدكتور جورج حبش تحت عنوان «الثوريون لايموتون» وهو كتاب على شكل محاورات مع الصحفي الفرنسي جورج مالبرونو، وصدر عن دار فايار الفرنسية، (وفي كتابنا مقالتان عن هذا الكتاب). وفي هذا الكتاب يتابع الباحث صباغ مهمته في التأريخ والتوثيق لتاريخ بلادنا الوطني وتسليط الضوء على شخصيات مخلصة أعطت هذا الوطن الكثير وفيه العديد من الشهادات والعديد من المقالات والدراسات ومقالة السيدة هيلدا حبش زوجة المرحوم الحكيم ورفيقة دربه، مؤكداً دائماً وباستمرار روح وثقافة المقاومة والحوار.. بعد مرور سنة على وفاته بالتزامن مع إعلان «القدس» عاصمة للثقافة العربية (2009). |
|