|
حدث وتعليق وجهوده ومبادراته الدولية هي إسرائيل وسياستها التي لم تقدم مقترحاً أو موقفاً ايجابياً واحداً يؤكد رغبتها بالسلام, وما يزيد في وضوح هذه الحقيقة تلك التصريحات التي لا تتوقف عن المسؤولين الاسرائيليين وتهدف الى اجتزاء السلام من جوهره ليتحول الى تسوية تتخذ طابع المساومة على الحقوق العربية. وفي حال رفض العرب هذه التسوية, فعندئذ تهرع اسرائيل الى تضليل العالم بالادعاء أن العرب وليس هي من يرفض السلام ويتهرب منه, ولا تتورع عن الزعم بأن العرب هم المسؤولون عن أي اخفاق لجهود السلام وعلى العالم أن يحل هذه المعضلة بالضغط عليهم ومطالبتهم بتقديم تنازلات مجانية لها كالتطبيع وإعداد شعوبهم لتقبل السلام بينما تبقى إسرائيل على مواقفها ولا أحد يطلب منها تغيير سياستها المناقضة للسلام. إن واحداً من هذه التصريحات التي لا يقبلها عقل ولا منطق هو ما قاله مؤخراً الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز بأن على العرب أن يتفاوضوا مع الفلسطينيين على دولة مؤقتة, وكأنه يحاول بذلك شرح الرؤية القاصرة لنتنياهو حول الدولة الفلسطينية فيضيف الى شروط نتنياهو عليها شرط أن تكون مؤقتة بدلاً من أن تكون وكما يفهمها العالم كله دولة كاملة السيادة والاستقلال ومتواصلة جغرافياً على أرضها دون استيطان أو جدار عازل أو تقطيع لأوصالها. ومن هذه التصريحات ما قاله نتنياهو أيضاً بأن على الفلسطينيين والعرب صرف النظر نهائياً عن حق العودة, في محاولة للايحاء بأن السلام الذي توافق عليه اسرائيل يقوم على الغاء هذا الحق. واستكمالاً لهذه الصورة يعتبر داني أيالون نائب وزير الخارجية الاسرائيلي طلب سورية بالانسحاب الكامل من الجولان بأنه استفزازي..!. انظروا كيف تشوه اسرائيل الحقائق وتقلب مفاهيم السلام, فتصبح المطالبة بالحق الثابت استفزازاً, وعندما يتم الحديث حول الدولة الفلسطينية تسارع الى تقييد مفهومها بشروط تعجيزية وتربط السلام بالغاء الحقوق. إن السلام كل لا يتجزأ ومفاهيمه مترابطة والطروحات الاسرائيلية الجوفاء إن دلت على شيء فعلى أن اسرائيل وحدها العقبة الاساسية أمام السلام, وأن على العالم ممارسة الضغوط عليها إذا أراد لجهوده النجاح. |
|