|
إضاءات تقوم به كافة الجهات على مختلف مستوياتها تتبين من خلاله مسار عملها وأدائها بجانبيه الايجابي والسلبي, لمعرفة المدى والمستوى الذي وصلت إليه في إطار انخراطها العملي في خطاب القسم، على قاعدة أن هذا الخطاب هو مشروع متكامل للاستمرار في عملية البناء والتنمية ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية بجوانبها كافة وتمظهراتها، مع العلم أن المشروع يتحرك على أرض الواقع عبر دينامية قد تختلف من مكان إلى آخر بحسب الأدوات المنفذة والحاملة له، ودرجة تأهيلها وكفاءتها وإيمانها به إضافة إلى البيئة الحاضنة له. ولا شك أن السيد الرئيس حمل ويحمل العديد من الأفكار والرؤى التي تعكس رؤيته وفلسفته، للمجتمع السوري وتحليله للبنية المشكلة له وظروفه الاقتصادية والاجتماعية وبنيته الثقافية ودرجة استعداده للتغيير والتفاعل مع الأفكار التي يطرحها مع الأخذ بعين الاعتبار طبيعة التحديات والمهام، التي تواجهه ودرجة أولويتها في برنامج التطوير والتحديث وعلى قاعدة أن وطننا قد حقق انجازات كبيرة عبر مسيرة استمرت لعقود كثيرة، وأن فيه الكثير من الكفاءات القادرة على حمل ذلك المشروع بكل أمانة ومسؤولية، انطلق مشروع التحديث والتطوير معبراً عن حلم وطني وإرادة شعبية مؤيدة ومتفاعلة معه واستطاع تحقيق العديد من النجاحات على مختلف المستويات. كما حقق نجاحات متميزة على أكثر من صعيد إلا أنه واجه بعض العثرات هنا وهناك لأسباب بعضها موضوعي والآخر ذاتي، ومن هنا تأتي أهمية القراءة النقدية للأداء العام بالقياس إلى مفردات ومكونات المشروع التطويري. وانطلاقاً من رؤية السيد الرئيس أن الأداء والسلوك هو الذي يحدّد صوابية الاختيار، حيث بيّن ملامحها في خطاب القسم، الذي تضمن رؤيته للواقع وتشابكاته وتعقيداته، وسُبل الارتقاء به إلى المستوى الذي يُلبّي طموحات الوطن والمواطن، مع التركيز الكبير على دور المؤسسات في ذلك، والاعتماد عل الذهنية الواعية والحداثوية المنفتحة ولاسيما أن مشروعها الكبير، وقاعدتها هو الوطن لكلّ أبنائه، والكلّ شركاء فيه، والوطنية تعمل ولا تتكلم، تُنجز وتقرن القول بالفعل وبالسلوك السوّي والإنجاز. وتعمل بعقلية الـمبـدع لا بعقلية الموظف، والوطن يسكن فيها قبل أن تسكن فيه، تحمله لكُلّ أنحاء العالم قبل أن يحملها وتعيش في أرضه وفي رؤية جديدة للعالم الذي يتسم بالتحولات السريعة حوارٌ هو حوار عقول وتقانة وإنجازٍ معرفي وعلمي . ولا شك أن مسيرة التطوير واجهت معوقات كثيرة خارجية وداخلية استطاعت سورية تجاوزها بإرادة الشعب والتفافه حول قائده، وإن كانت بعض وتائر العمل في بعض المفاصل لم تتحقق وفق الطموح المطلوب، لكن أمامنا من الزمن ما يمّكن من تجاوز هذه الحالات إلى مستوى أرقى فأسباب التقصير بعضها ذاتي وبعضها موضوعي، خاصة في إطار محاربة الفساد أو جانب ضعف الأداء في بعض المؤسسات، وضعف الشعور بالمسؤولية عند البعض، وكذلك العقليات (الكلاسيكية) الموجودة في بعض المؤسسات وعدم قدرتها على تطوير أدائها إلى مستوى المشروع الوطني للتطوير والتحديث ما دفع بالسيد الرئيس لتحديد فهم ورؤية للعمل يرسمان إطاراً عاماً للمؤسسات والطاقات الفردية. أما على الصعيد الخارجي فكان حجم التحديات كبيراً ومكثفاً وفي أكثر من جبهة واتجاه، لقد اعتقد أعداء سورية أن الفعل السياسي السوري سيخفض أداؤه ويضعف تأثيره برحيل الرئيس الخالد حافظ الأسد، وكانت المفاجأة بالنسبة لهم كبيرة فقد وجدوا في الرئيس بشار الأسد معادلة سياسية جديدة، ونمطاً جديداً في القيادة يقوم على قاعدة الحفاظ على الإنجاز، والفعل المضاف، لا تراجع بل تقدم، وحركة على الجانبين، يزاوج بين السياسة والثقافة، يتجه صوب المستقبل ومعالمه واضحة، يقرأ الواقع في ديناميته لا في استاتيكيته وجموده، يحمل روح الشباب وإرادته، وحكمة الكهول، مرن ولكنه كالفولاذ لا ينكسر، صارم في المواجهة واسع الفضاء في الحوار، قادر على الحركة في كل الاتجاهات، ولكنه لا يضع نفسه في زاوية ضيقة، يصغي للهمس، لا للتصفيق، الحديث عن الوطن لديه كالدخول في الصلاة يحتاج إلى طهارة اليد والقلب والعقل واللسان، نافذته الوحيدة هي الجماهير، لا يساوم ولا يفرط، فالأرض تملك قدسيتها بذاتها ولذاتها بغض النظر عما هو كائن، أو ما هو مشيّد فوقها، يعتز بالماضي دون أن يسكن فيه، ويتفاعل مع الحاضر وعينه على المستقبل وعلى هذه القاعدة السياسية والمعرفية تعامل مع الأحداث بكل شجاعة الرجال، فدافع عن العروبة مستحضراً وقود التاريخ وعنفوان الآباء والأجداد، واجه المشروع الأمريكي- الصهيوني الذي أراد تغيير هوية المنطقة، وجعلها محطة لتسويق منتجاته الاقتصادية والسياسية، وتحويل أبنائها إلى أرقام حسابات في البنوك الأمريكية- الصهيونية، واستطاع إفشاله بدعمه للمقاومة الباسلة في لبنان التي مرَّغت أنوف الصهاينة، وأذاقتهم طعم الهزيمة، وجعلتهم أقزاماً في نظر العالم. ساند المقاومة العراقية الشريفة، وواجه المحتل الأمريكي، وسمى الأشياء بأسمائها دون مجاملة أو خوف، وأنار الطريق لمن فقدوا بصرهم وبصيرتهم، وسكنهم الخوف وتلَّبسهم الإحباط واليأس بفعل الإعلام الأمريكي الصهيوني الذي حاول تزييف وعي العالم من خلال تزييفه للحقائق وفي فلسطين دعم المقاومة الفلسطينية التي انتصرت على أعدائها من خلال احتضان سورية لها ودفاعها عنها حفاظاً عليها. إن الانجازات السياسية والنجاحات الكبيرة التي حققتها سورية تتحدث عن نفسها، فإن من يقرأ المشهد السياسي الدولي يرى سورية بمساحتها السياسية وتأثيرها الدولي، تحتل مكانة مرموقة، وتدخل في حسابات الجميع، هذه هي سورية وهذا سر الالتفاف الشعبي حول السيد الرئيس بشار الأسد. |
|