تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


المرود والمكحلة.. نسـيج مسـرحي غـني... دراميـــــاً وفنيـــــاً

ثقافة
الثلاثاء 14-7-2009م
آنا عزيز الخضر

عن قصد استند عرض (المرود والمكحلة) على بيئة بدوية بما تحمله من طزاجة للفطرة الإنسانية،

وعلى الرغم من ندرة تناولها في المسرح إلا أن صناع العمل اجتازوا بها مراحل زمنية بنسجها الاجتماعية المختلفة كي تمنح العرض أبعاده المطلوبة وغناه الدرامي والفكري، فبمساعدة التفاصيل المتنوعة والمكثفة تم الإتكاء على البيئة البدوية لإمكانية فرزها لقيم مفطورة على الصدق والعفوية حيث التقبل للآخر والتعايش معه بكل إنسانية ودون أي قصدية مرسومة، فهي إحدى البنى المتعددة التي تجول العرض في عوالمها وصولاً إلى الشرائح الواسعة في المجتمع السوري، فنقل العرض شبكة من العلاقات الاجتماعية المتداخلة مع بعضها البعض بصورة جميلة لم تنسجها إلا العلاقة الإنسانية النقية والتي تلفت الأنظار إلى عمق الروابط من جهة وميزتها المتفردة من جهة أخرى، فتتبلور سمات حضارية تتمثل في تقبل الآخر واحترام ثقافته وسط تلك التعددية والإختلاف ويتجلى ذلك من خلال تمازج عفوي بين تلك الشرائح، فهناك عائلة بدوية تتبنى الطفل الأرمني (غريغور) الذي فقد أهله في المجزرة فيعيش كعربي، بعدئذ يتزوج. أما ابنه فيرتبط من فتاة لها انتماء آخر، إذ تتقدم تلك الروابط في العرض المسرحي معتمدة على العلاقة الطيبة والاحتواء للآخر، وكانت الحكايا المتعددة متكاملة فيما بينها تلتقي عند نقطة واحدة لن تتحول ولاسيما عند /مقولة العرض/ حيث يركز في تفاصيل علاقات مجتمعية يجسم آليتها ونوعيتها بدقة من دون الاهتمام بنهايات الحكايا أو استمراريتها أو إلى أين وصلت، فهي حكايات تتقاطع فيما بينها بقواسم مشتركة وإن انفصلت فيما بينها حكائياً ودرامياً، لكن في نفس الوقت وعبر تقدم تلك الحكايا هناك من مثّل قطيعة ما، تجسدت بـ(ناديا) البعيدة عن أسرتها تلك التي يفترض التصالح مع حالتها كي تكون دعوة تلقائية لإلغاء أي قطيعة والاستمرارية في الاعتراف بالآخر.‏

المرود والمكحلة من تأليف عدنان عودة وإخراج عمر أبو سعده والممثلون هم أدهم مرشد، جمال سلوم، سلطان العودة، لويز عبد الكريم، محمد زرزور، ناندا محمد، نسرين فندي، هدى الخطيب، رميو كوشي.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية