تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


محمد ديب المصري في جديده...جماليات تغييب ملامح الوجوه

ثقافة
الثلاثاء 14-7-2009م
أديب مخزوم

عرفت علاقة الفنان محمد ديب المصري مع الواقع تحولات ثلاث، فمن الأداء الواقعي في البدايات، إلى استشفاف جماليات الفن التكعيبي في العديد من لوحاته التي قدمها في مرحلة التسعينيات،

والتي كان يعيد من خلالها تشكيل تقاسيم إيقاعية العناصر الطبيعية والإنسانية والصامتة بصياغة عفوية اتبعت أشكال المكعبات، ودفعته فيما بعد في اتجاه البحث عن فضاءات تعبيرية أوسع وأرحب... كل ذلك في خطوات ترسيخ حريته وتلقائيته اللونية، والتركيز لإظهار غنى اللمسة وكثافتها وارتجالاتها وموسيقاها البصرية الخفية.‏

ولقد اختصرت أعماله المعروضة حالياً في صالة الشعب للفنون الجميلة في حمص خلاصة بحوثه الفنية الطويلة وحققت المزيد من حالات التواصل مع موجات ما بعد الحداثة والفنون الجديدة، التي كان ولا يزال يبحث عنها بشغف وبمحبة تصل في أحيان كثيرة حدود التعبير الفطري، وذلك بإضفاء الحدة الانفعالية على حركات اللون والوصول أحياناً إلى إيقاعات اللون الرمادي في معالجة الوجوه والأجساد، الشيء الذي يحمل لوحاته المزيد من المغامرة والمخاطرة الجمالية المحببة.‏

هكذا يغوص في مسألة الحوار البصري مع مناخات لونية خاصة، مع هيمنة المرأة على الرجل في خطوات تشكيل إيقاعات الجماعة الإنسانية.‏

والمرأة في لوحاته تبدو مختزلة إلى حدود محو كل العناصر الواقعية، حيث تغيب الملامح والتفاصيل وتظهر عبر فيض من الحركات والتشطيبات الارتجالية التي تحفر طبقات اللون بعنف تعبيري يعتمد على الأثر الذاتي المباشر ويحوّل سطح اللوحة إلى مزيد من التقعرات والنتوءات والسماكات والحساسيات المتفاوتة والمرتبطة بالإيقاع اللوني النابض والنابع من مخزون الانفعال أو من حالات المقاربة بين التشكيل المعاصر وتقلبات الحالة الداخلية التي يعيشها الفنان أثناء إنجاز اللوحة.‏

محمد ديب المصري من مواليد 1942 ومن الفنانين القادمين من محترفات كلية الفنون الجميلة، ومن المشاركين الدائمين في المعارض الجماعية الرسمية والخاصة، وله معارض فردية في حمص ودمشق ودبي (مجلس غاليري دبي) وجدة (اتيليه جدة للفنون الجميلة).‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية