|
عزف منفرد وليس في نيتي هنا الحديث إلا عن مجموعة اقتراحات أرى أنها من الضروري أن تكون على مائدة الحوار في بعضها تأثير كبير وسريع على أداء السوق وبعضها الآخر يدخل في مسار زمن طويل حتى يصل الى مبتغاه. الاقتراح الأول: أن تدخل بعض الجهات العامة في السوق وأن يتم تحويل جزء منها الى الاكتتاب العام، وأرى ألا يتجاوز الجزء المعروض للاكتتاب 25٪ والجهات المرشحة لهذا الاكتتاب كثيرة.. منها أحد المصارف ومؤسسة الاتصالات ومؤسسة التأمين، ومؤسسة الاسمنت، وبعض المنشآت السياحية المملوكة للدولة وتدار من قبل القطاع الخاص استثماراً. ويمكن أن تقوم لجنة حكومية بتحديد الجهات التي ينبغي تحويل جزء منها للاكتتاب العام. فائدة هذا الاقتراح أنه يقدم سيولة لهذه الجهات دون الحاجة الى الاتكاء على موازنة الدولة. والفائدة الأهم أن المواطن سيكون لديه ثقة أكبر بمؤسسات الدولة. فهو يستثمر أمواله مع «الثقة». والنقطة الأخرى التي تشكل فائدة من هذا الاقتراح تتعلق بالزامية تغيير شكل الادارة واعطاء الادارات مرونة من جانب وجعلها تحت مراقبة أكبر من ناحية أخرى بحكم مشاركة المساهمين في الرقابة واتخاذ القرار. وأعرف أن مثل هذا الاقتراح يثير اعتراض البعض وفي جانب من هذه الاعتراضات منطق يقدمه الآن واقع شراء الدول للشركات العملاقة.. إلا أننا إذا أمعنا النظر قليلاً فإن ذلك يقدم مبرراً أكثر مما يكون مانعاً. الاقتراح الثاني: أن تتولى هيئة الاشراف على سوق الأوراق المالية تشكيل صندوق عمره خمسة أعوام وتمويله من الحكومة ومن الشركات المدرجة في السوق، ومن المنح التي تقدم للسوق.. يمكن أن يكون تحت مسمى صندوق السوق أو أي اسم آخر على أن تكون غايته الرئيسية نشر ثقافة السوق لدى المواطنين ولدى الشركات الصغيرة والاعلاميين. إذ إن أحد أشكال ضعف العلاقة بين الناس والسوق هو الجهل به، ومن جهل شيئاً عاداه. كما يمكن أن يكون مثل هذا الصندوق قادراً وهو يتبع لهيئة الاشراف على تقديم جوائز للشركات الأفضل تحت مسميات محددة ومعروفة تعطى للأكثر ربحية مثلاً وشفافية.. ولشركات الوساطة الأنزه، وغير ذلك. الاقتراح الثالث: خفض الحد الأدنى لسعر السهم من 500 ل.س الى 250 ل.س وهذا يمكن دخول السوق لشريحة أكبر، ويزيد من فرص تعامل المواطنين معها. وليس ثمة فائدة غير ذلك، وبعد أن يشتد عود السوق يمكن أن يعاد النظر به. على أي حال.. نحن نعرف أن بين الكأس والشفة مزالق كثيرة.. لكن الشيء الذي ينبغي أن نعرفه ألا تكون المزالق مهلكة.. توماس فريدمان يقول حول الأزمة المالية الأخيرة: «وأنا أشاهد بعض الأسهم وهي تهوي كنت كثيراً ما أتخيل صوتاً يرن في رأسي يشبه صوت مشرف على موائد القمار وهو يقول للمقامرين ببرود وهو يكنس ما خسروه من على الطاولة.. أيها السيدات والسادة نشكركم علىاللعب»!! |
|