|
آراء تقول أسطورة/ الدودة وألم الأسنان: زحفت الدودة إلى إيا سيد المياه العذبة تستفسره: - ماذا سيكون غذائي؟ .. وما هي مأكولاتي؟ فأجابها إيا: - سأعطيك التين الناضج والمشمش. ثم سألته: - ماذا عساي فاعلة بالتين والمشمش.. أريد منك أن ترفعني عالياً، وتضعني بين أسنان الإنسان ولثته، فإنني سأمص دم اللثة، وسأنخر جذور الأسنان. عندئذ وضع إيا الدودة في المكان الذي تريد.. ومنذ ذلك الحين سكنت الدودة هناك، وأصبحت تعذب البشر وتنخر أسنانهم. وتقول أسطورة النسر والأفعى: إن النسر عقد ذات مرة صداقة واتفاقاً مع أفعى ، وأديا القسم التالي: «من يخلف منا بوعده فليضل طريقه، وتسد الجبال مسالكه، ويصيبه السلاح الماضي، ويسلمه إله الشمس شمش إلى الجلاد، ويرسل إلى بلاده عفريتاً شريراً. بنت الأفعى عشاً لها في ظل شجرة، واستقر النسر على رأس تلك الشجرة، فكلما لدغت الأفعى ثوراً أو خروفاً برياً يأكل منه النسر وصغاره، وكلما انقض النسر على عنزة جبلية أو على غزال شارد، تأكل منه الأفعى وصغارها، ذات يوم ضمر النسر المسن شراً للأفعى، وصمم على افتراس صغارها.. لم تستكن هي للغدر الذي لحقها منه، فردت له الصاع صاعين بأن استقرت في جوف ثور مذبوح كي يجيء ويلتهم اللحم، فتلدغه وتنتقم منه. وتقول اسطورة إينانا والعالم السفلي: عندما حطت إينانا في العالم السفلي قال لها حارس الباب الأول: - ادخلي يا سيدتي، ثم تقدم ونزع التاج عن رأسها، وعند الباب الثاني خلع الحارس الأقراط من أذنيها، ولما عبرت الباب الثالث سلب حارسه الطوق اللازوردي من عنقها، وأمام الباب الرابع اقتلعت الأحجار الكريمة من صدرها.. وفي الباب الخامس أخذ الخاتم الذهبي من إصبعها.. وعند الباب السادس نزعت الأساور من يديها ورجليها.. وحين ولجت الباب السابع والأخير أزاحوا الثوب عن جسدها. عندما سألت عن أسباب كل ما اقترفوه بحقها قالوا: - إنها قواعد العالم السفلي. خلال جولتنا القصيرة في عالم الأساطير لاحظنا شيئاً مهماً، هو أن الإنسان القديم كان يعزز تفسيره لظاهرة ما مثل تسوس الأسنان بابتداع حكاية تبرر استمرارية هذا المرض منذ آلاف السنين، وكذلك استحالة الاتفاق والتفاهم بين خصمين لدودين كما ورد في حكاية النسر والأفعى، أما القصة الثالثة فلها مدلولها الخاص الذي يشير إلى أن من يستبدل مكانته الرفيعة بمكان أقل قيمة، لابد أن يواجه بنتائج غير مرضية بالنسبة إليه، كما حدث مع إينانا عندما اختارت النزول إلى العالم السفلي. إن الأساطير التي كانت بمثابة شاهد عصر على مجتمع بعينه ذات يوم، تبدو لنا وكأنها تنطبق على بعض مفاهيم ومجريات أيامنا الحالية. |
|