تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


نافذة.. مجلس الشعب القادم... امتحان وعي الناخب والمرشح

آراء
الخميس 26-4-2012
سليم عبود

السباق إلى مجلس الشعب ساخن بين المرشحين.. فهل يشارك الناخب في هذا السباق؟

في رأيي..‏

لن تتجاوز ذاكرة السوريين وهم يتأهبون لاختيار ممثليهم إلى مجلس الشعب، حال الوطن الذي يرتدي دمه النازف بفعل مؤامرة كبيرة، وخطيرة، تتلاقى فيها أطراف محلية وعربية ودولية محاطة بإطار صهيوني حاضن للمؤامرة.‏

لا رقيب اليوم على المواطن سوى وعيه، فهل سينطلق من هذا الوعي الوطني لتمييز الأكثر قدرة على مواجهة المؤامرة من تحت قبة المجلس، و الأقدر على تحقيق التماسك الوطني في وجه محاولات تفكيك الوطن؟!.‏

إن الواقع السوري اليوم بتحدياته السياسية والاجتماعية والثقافية مختلف عنه في انتخابات الدور التشريعي التاسع لمجلس الشعب عام 2007، فكل شياطين العالم خرجت اليوم من جحورها للانقضاض على سورية المتمسكة بعروبتها وثوابتها القومية.. وهذا يتطلب من المرشح والناخب معاً أن يكونا مدركين لطبيعة ما يواجه سورية.‏

إن الصراع على سورية اليوم، يهدف إلى تدميرها كدولة محورية لعبت دوراً كبيراً في مواجهة المشاريع الغربية، وفي مواجهة مشاريع الاستسلام التي قادتها الأنظمة العربية التي تواجه سورية اليوم، ودعم المقاومات العربية، والعروبة.. وهذا الصراع، لا يستهدف النظام وحسب كما يروج، وإنما يستهدف وحدة الدولة، وثوابتها القومية، ومنجزاتها التي تحققت لمواطنيها والتي تضاهي ما حققته أكبر الدول النفطية وبإمكانيات متواضعة..ودورها القومي في عملية الصراع العربي الإسرائيلي.‏

فهل يرتفع الناخب والمرشح بوعيهما إلى مستوى مواجهة هذا التحدي؟!‏

إن الوصول إلى مجلس الشعب يجب ألا تكون غاية،‏

فنوعية الكادر الذي سيصل إلى هذا المجلس يشكل لبنة أساسية في صرح صمود سورية وانتصارها، فليس كل من رفع يافطة تزدحم بشعارات براقة بقادر على أن يكون نافعاً من تحت قبة المجلس للوطن والمواطن.‏

في مجلس الشعب سيكون دستور الوطن الجديد، وستكون كل القوانين التي أنجزت في الماضي لمصلحة السوريين بكل فئاتهم الاجتماعية، وخاصة ما يرتبط منها بمنجزات قدمت للطبقات الفقيرة من عمال وفلاحين أمام مجلس الشعب الجديد عرضة للنقاش والتبديل والتغيير و التعديل أو التثبيت، وفي مجلس الشعب سيتقرر مستقبل سورية السياسي والاجتماعي، فإما أن تكون سورية كما عهدناها دولة العروبة والمقاومة والعمال والفلاحين، وإما أن تكون دولة الفتاوى.‏

إن الوضع الخطير الذي تعيشه سورية، يستدعي من الناخب السوري حالة كبيرة من الوعي تدفعه للتدقيق في نوعية المرشح قبل أن يلقي إليه بصوته، أو بصمته..أي أن تكون مصلحة الوطن في المرشح قبل أن تكون مصلحة الناخب وقرابته وعلاقته بهذا المرشح.‏

عندما يتعرض الوطن للخطر، أمران يقتلانه... هما: الجهل، والصمت.‏

إن المواطن السوري اليوم، أمام مجموعة كبيرة من التحديات التي تستهدفه بما قدم له على مدى عقود بغض النظر عن أخطاء حدثت هنا أو هناك تتطلب المعالجة، والضرب بقسوة على أيدي الفاسدين والمقصرين، وكذلك تستهدف الوطن، وهذا يتطلب من الناخب في الأحزاب، وفي غيرها صوغ علاقته بهذا الاستحقاق الوطني، أي الخروج من حالة الصمت، أو اللامبالاة،أو التبعية، أو التأثر بالقرابة،أو بالمال السياسي، أو بالوجاهة بكل أنواعها، والتوجه نحو الكادر الأكثر قدرة على أداء دور ناجح في مجلس الشعب على أسس وطنية، تقوم على الكفاءة والمقدرة.‏

إن وصول الكادر المؤهل سياسياً وفكرياً والنظيف سلوكياً، والممتلك التاريخ الوطني النظيف إلى مجلس الشعب، عنصر مهم في انتصار سورية على المؤامرة، وإن الناخب السوري بوعيه الوطني وبإحساسه بمسؤولية دوره، هو من سيرسم ملامح هذا الانتصار، وملامح المستقبل القادم، وثقتنا كبيرة بوعي هذا الناخب، وعدم الانجرار وراء هذه التهويمات الشيطانية التي تمارسها قوى عديدة خارجية وداخلية على المواطن السوري..‏

من المؤكد أن أحزاباً، وقوى جديدة، لبعضها خلفية تكفيرية، أو أجندة خبيثة، وهذا مايجب الانتباه إليه،والانتباه إلى المال السياسي الذي قد يغزو الحالة الانتخابية، والحذر من الفحيح الطائفي والعرقي والمذهبي المتخلف.‏

إن دولة نفطية دفعت أكثر من خمسة مليارات دولار على الانتخابات اللبنانية التي مضت للسيطرة على الوضع اللبناني.‏

يقول صاحب قناة الفراعين المصرية: «لقد دفع من المال القطري وحده في الانتخابات المصرية أكثر من ملياري دولار، وهذا يدعونا إلى التساؤل:‏

كم ستدفع الدول النفطية، ودول غربية، وأميركا وإسرائيل للسيطرة على قرار مجلس الشعب السوري؟!‏

إن الرهان على وعي الناخب السوري، إن المواطن السوري أسقط كل رهانات الأعداء في الماضي، وسيسقطها اليوم في كل ساحات الوطن..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية