تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


فــــايز قــــزق فــــي علامـــــة فارقـــــة...بـين الشـاشة والخشـبة.. لمـن الغلبـة؟!

فضائيات
الأربعاء 8-7-2009
لميس علي

لاندري لماذا تختلف تلك النبرة التي يتحدث بها المسرحيون الشباب (التلامذة)عن نبرة المسرحيين الكبار(الأساتذة)في حديث كلا الطرفين عن شؤون وشجون المسرح؟

لم تمتلئ الأولى بروح التحدي والعناد على الرغم من إدراكها لصعوبات جمة تحيط بمسرح يتطلعون إلى اعتلائه مرة تلو المرة...‏

في حين تفيض نبرة الأساتذة بما يشبه روح الاستسلام المائلة إلى التلويح بيقين السواد والعتمة المحيطة بمسرح الأحلام الذي طال انتظارهم له...لماذا اللعب على حبل النغمة البكائية المملة والمثيرة للشفقة.‏

اسطوانة بات جميع من يحسبون على المسرح يستعرضون أصواتهم بترنيمات غنائها وترديدها مرارا وتكرارا ...إلى درجة أنها أصبحت غالبا ذات أثر سلبي أكثر منه ايجابيا.‏

ثم اذا كان حديث الأساتذة بهذا المنحى التشاؤمي فماذا نعوّل على جيل التلامذة؟‏

ألا يفترض بهؤلاء الكبار أن يكونوا أصحاب مبادرة ويقين،وعناد ومواجهة،حين يتطلب الأمر لصنع خشبة يقولون هم،أنفسهم بموتها،أو بتعبير أقل قسوة،بدخولها ما يشبه(الكوما)إلى أجل غير مسمى...‏

من أولى منهم،وأقدر على إعادة الصحوة إلينا...فيما لو كانوا حقا مخلصين لها؟بعض من الأفكار تقتحم بالك وأنت تتابع الحوار ما بين الفنان فايز قزق والإعلامي إبراهيم الجبين،في برنامج(علامة فارقة).‏

ولنا أن نعتبر ما ذكره قزق شيئا من مواجهة،لاسيما عندما يقارن بين عدد المسارح في أيامنا الحالية وأيام زمان.‏

في ستينات وسبعينات القرن الماضي وجد في دمشق وحدها(18)مسرحا،وكان هناك جمهور وسوق سوداء للبطاقة المسرحية،والخلاصة كما يرى قزق أن أزمة المسرح تكمن في عدم توفر الدعم الكافي له(ماليا) ولكن هل الدعم يكون من طرف واحد هو(الدولة)...‏

من طرفكم كفنانين مسرحيين ماذا قدمتم؟سؤال طرحه الجبين،بقي معلقا دون إجابة ولم يلحّ كعادته في استخلاص الجواب-ضالته_‏

بكل الأحوال وسواء كان الاختلاف مابين نظرة الأساتذة ونظرة التلامذة عائدا إلى فارق في العمر والخبرة يتيح لهم رؤية الأمور بشكل أوضح وأكثر جلاء ووعيا بعيدا عن اندفاع الشباب،يبدوالوضع وكما لو أن قزق استعار من شخصية إسماعيل بطل رسائل شفهية عبارته (مر القطار وما كان الو محطة عنا).‏

هل هو الخوف من مرور قطار العمر والشهرة مرور الكرام دون أن يقدر الفنان على تحقيق أضعف الإيمان من طموحات دفعته يوما لدراسة التمثيل..وكأنما الواحد منهم يقول لنفسه:لم أطل لاعنب الشام ولابلح اليمن..فيرتد على أعقابه متنبها إلى وجود منقذ هو التلفزيون يلجأ إليه تحقيقا لشهرة ومال معا،أقل مرارة وعناء!!‏

هل (الحسبة) لديهم هي على هذا النحو(وبلا مسرح ووجع قلب)..وان لا..كيف نفسر وجود نشاط مسرحي في السنوات القليلة الماضية في صفوف المسرحيين الشباب بتجارب مشهود لها...فيما الأسماء اللامعة تراجعت إلى الصفوف الخلفية.‏

بدلا من التصوف بالشكوى يطالب الجبين بتقديم(فكرة)..خلق فكرة ..عمل..عرض..أي كلمة تحيا على الخشبة هو ما نطالب به قزق وزملاءه للحؤول دون موت الكلمة الممسرحة،بوصفها مخلوقا عندما لايتم تداوله يموت-على رأيك أنت ياقزق-ونسألك هل تحل الكلمة المسموعة من التلفزيون بدلا عن تلك التي تخلق على الخشبة...اذا لم يتم هجرانها وكرمى لعيني أي بديل آخر؟!!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية