|
البقعة الساخنة فإن من البدهي أن تتناقض التصريحات الإسرائيلية وتتفاوت بين الكذب والادعاء، والدجل والرياء، ومن الطبيعي حينذاك أن يجد قادة إسرائيل، وفي مقدمتهم الذئب الهرم شمعون بيرس، فرصتهم في اللعب على الحبال وفي تبديل الطرابيش من رأس نتنياهو إلى رأس ليبرمان إلى رأس بيرس وغيره، طالما أن مستمعيهم من قادة أوروبا وأميركا وسياسييهما, فضلا عن أن بعض العرب، لاتزيد ردود أفعالهم أمام الدجل السياسي الإسرائيلي البيّن عن هز الرأس، بل والربت على الكتف غالبا دون جدية أو مسؤولية أو إرادة. بالأمس، قال بيرس في حضرة وزير الخارجية الألمانية شتانماير أن سورية لن تحصل على الجولان على طبق من ذهب، ملمحاً إلى أن علاقة سورية بإيران والمقاومة وفصائلها هي التي، وفق تصريحاته، تمنع إعادة الجولان المحتل إلى وطنه الأم في إطار عملية سلام في المنطقة، وكما لو أن نتنياهو لم يتبجح قبل أيام فقط بأنه لا يستطيع التخلي عن الجولان لأسباب أمنية، وكما لو أن ليبرمان لم يقل قبل حين قريب أيضا أن من المستحيل بالنسبة إليه الانسحاب من الجولان المحتل، فأين طبق الذهب إياه؟ لماذا لا تنسحب إسرائيل من الجولان وتقيم سلاماً حقيقياً إن كانت شريكاً جاداً فيه؟ هل للأسباب التي تذرع بها بيرس أم لأسباب نتنياهو الأمنية أم لعنصرية ليبرمان وتطرفه أم ماذا؟ بالطبع، ليس لهذا ولا لذاك ولا لغيرهما، بل ببساطة، لأن إسرائيل كلها لا تريد سلاماً في المنطقة العربية، فالسلام لا يفيد مشاريعها في التوسع والهيمنة والاستيطان، ولا يخدم دورها ووظيفتها الإقليمية والدولية، ولأن وسطاء السلام ورعاته غير جادين أو حازمين حتى الآن في صناعته أو في إلزامها به.. ولا حتى في مطالبتها النزول من فوق أكتافهم المحنية لها منذ عقود وعقود. |
|